وروى الليثُ عن الزُّهري: أنه كان إذا ذُكر له نهي عن صيام يوم السبت قال: هذا حديثٌ حِمْصِيٌّ. (**) قوله: (وله مُعارِض بإسناد صحيح) هو مِن قول الحاكم. ورُوي من طريق ابن المبارك: أنبأ عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه: أن كُرَيبًا أخبره: أن ابن عباس وناسًا من الصحابة بعثوني إلى أمِّ سَلَمة أسالُها عن أيِّ الأيامِ كان رسولُ اللَّه أكثرَ لها صيامًا؟ فقالت: يومَ السَّبت والأحد، فأخبرتُهم، فقاموا بأجمعهم إليها وذكروا لها ما أخبرتُهم، فقالت: صدقَ؛ إن رسولَ اللَّه أكثرُ ما كان يصوم يومُ السَّبت والأحد، وكان يقول: "إنهما يوما عيدٍ للمشركين، وأنا أريد أن أُخالفَهم". وليس هذا بِمُعارضِ لحديث ابن بُسْر؛ لأن المكروهَ هو إفرادُ يوم السَّبت بالصوم، مع أن هذا الحديثَ مُنكَرٌ، بل المعارضة ظاهرة لمن علَّل الصومَ بكونه عيدًا للمشركين، وهذا يحصل مع الإفراد.