للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قيل: وهو الصواب (*) (١).

٥٧٥ - وعن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ أتاه رجلٌ فشكا إليه الفاقةَ (٢)، ثم أتاه آخرُ فشكا إليه قَطْعَ السبيل، فقال: "يا عَديُّ! هل رأيتَ الحِيرةَ؟ " قلت: لم أَرَها، وقد أُنبئتُ عنها، قال: "فإن طالت بك حياةٌ لتريَنَّ الظَّعينةَ (٣) ترتحل من الحِيرةِ حتى تطوفَ بالكعبة، لا تخافُ


(*) قال الخطيب في "التاريخ": أنبأ الحسن بن أبي بكر، أنبأ محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، ثنا إبراهيم بن هاشم بن الحسين، ثنا محمد بن المِنْهال الضرير أبو عبد اللَّه وحارث بن سُرَيج النَّقَّال قالا: ثنا يزيد بن زُرَيع، ثنا شعبة، عن سليمان الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أيُّما صبِيٍّ حَجَّ، ثم بلغ الحِنْثَ فعليه أن يَحُجَّ حَجَّةً أخرى، وأيُّما أعرابِيٍّ حَجَّ، ثم هاجَرَ فعليه حَجَّةٌ أخرى، وأيُّما عبدٍ حَجَّ، ثم أُعتِقَ فعليه أن يحجَّ حَجَّةً أخرى".
قال الخطيب: لم يرفعْه إلا يزيدُ بنُ زُرَيع، عن شعبة؛ وهو غريبٌ. وقد صحَّحه ابن حزم وزعم أنه منسوخٌ؛ والأظهر أنه موقوفٌ على ابن عباس.
وقال ابن أبي شَيبة في "مُصنَّفه": ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظَبيان، عن ابن عباس قال: احفظوا عني، ولا تقولوا: قال ابن عباس؛ أيُّما عبدٍ حَجَّ به أهلُه، ثم أُعتِقَ فعليه الحَجُّ، وأيُّما صبِيٍّ حَجَّ به أهلُه صبيًّا، ثم أدركَ فعليه حَجَّةُ الرجل، وأيُّما أعرابِيٍّ حَجَّ أعرابيًّا، ثم هاجَرَ فعليه حَجَّةُ المهاجر. كذا رواه، وهو يحتمل الرفع، واللَّه أعلم.

(١) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ١٧٩).
(٢) أي: الحاجة والفقر.
(٣) أي: المرأة، وأصل الظعينة: الهودج الذي تكون فيه المرأة على البعير، فسميت المرأة به مجازًا.