قال ابن خزيمة: ثنا علي بن حُجْر، ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا شَرِيك بن عبد اللَّه ابن أبي نَمِر، عن عطاء بن يسار أنَّه قال: وَجدَ عليُّ دينارًا، فجاء به إلى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: وجدتُ هذا، فقال: "عرِّفْه"، فذهب فمكث ما شاء اللَّه، قال: يا رسولَ اللَّه! عرَّفتُه، فلم أَجدْ أحدًا يتعرَّفُه، قال: "فشأنَك به" قال: فذهب فرَهَنَه بثلاثةِ دراهمَ في طعامٍ ووَدَكٍ، فبينما هو كذلك إذ جاء صاحبُه يَنشدُه، فعرَفَه، فجاء عليٌّ إلى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ اللَّه! هذا صاحبُ الدينار، قال: "أدِّه إليه". هذا مُرسَل حسن.
(١) اختلف الناسُ في هذا الحديث؛ فمنهم مَن قال: هو حديثٌ ضعيفٌ لا يَثبتُ لحال إسناده، ولمخالفته الأحاديثَ الصحيحةَ في التعريف، ومنهم مَن قال: هو حديثٌ جيدٌ، وإنما تَركَ عليٌّ تعريفَ الدينار لأنه قليل، ومنهم مَن قال: هذا الحديثُ يخرج على قول مَن قال بوقف العقود، وفي المسألة ثلاثةُ أقوال، وقيل: يُحتمَل أن يكونَ هذا قبلَ الأمر بتعريف اللُّقَطة، ويُحتمَل أن يكونَ بعدَه، لكن لم يَبلُغْ ذلك عليًّا، وقيل: إنما لم يُعرِّفْه للضرورة، فإنهم كانوا مضطرين إلى الأكل، واللَّه أعلم". (ح).