للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اللَّهَ يَمقُتُ على ذلك".

أخرجه الحافظ أبو علي بن السَّكَن، وصحَّحه الحافظ أبو الحسن بن القطَّان (*).

قال أبو علي بن السَّكَن: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحَرَّاني، ثنا مِسكين بن بُكير، عن الأَوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا تغوَّط الرجلانِ فَلْيَتوَارَ كلُّ واحدٍ منهما عن صاحبِه، ولا يتحدَّثا على طَوْفِهما، فإن اللَّهَ يَمقُتُ على ذلك".

قال ابن السَّكَن: رواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عِياض، عن أبي سعيد، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأرجو أن يكونا صحيحَين، انتهى كلامه.

قال ابن القطَّان: وليس فيه تصحيحُ حديث أبي سعيد الذي فرغنا من تعليله، وإنما معنى أن القولَينِ عن يحيى، عن أبي كثير صحيحانِ، وصدق في ذلك عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر، وأنه قال: عن عِياض، أو: هلال، عن أبي سعيد، ولم يقضِ على حديث أبي سعيد بالصحة أصلًا، ولو فعل كان مخطئًا؛ فإن الأمرَ فيه على ما بيَّنَّا، فأمَّا حديثُ جابرٍ هذا فصحيحٌ، ومحمد بن عبد الرحمن ثقة، ومِسكين بن بُكير لا بأسَ به، قال ابن مَعين وغيره: والحسن بن أحمد بن أبي شعيب صدوق، وسائر مَن في الإسناد لا يُسأل عنه، وعن يحيى بن أبي كثير في هذا المعنى، غيرَ هذا مما قد ذكره الدَّارَقُطْني عنه في "عِلَلِه"، إلا أنه لم يوصل به إليه الأسانيد، ولا حاجةَ بنا أيضًا إلى شيء منه، فلذلك لم نَعرِضْ له (١).


(*) وروى أبو داود معناه من حديث أبي سعيد الخُدْري، وأخرجه ابن خُزيمة في "صحيحه".

(١) انظر: "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٢٦٠ - ٢٦١).