للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تطبيق عام على الوصل والفصل

جربت دهري وأهليه فما تركت لي التجارب في ود امرىء غرضاً

فصلت الثانية، لشبه كما الاتصال، فانها جواب سؤال

(يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) .

فصلت الثانية لشبه كمال الاتصال، فانها جواب سؤال ناشىء مما قبلها.

فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا - عطف الجملة الثانية على الأولى لاتفاقهما في الانشاء، مع المناسبة التامة بين المفردات، فان المسند إليه فيهما متحد، والمسند وقيدهما متقابلان.

(إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) - عطف الجملة الثانية على الأولى لاتفاقهما خبراً، لفظاً ومعنى، مع المناسبة التامة بين مفرداتها - فان المسندين المقدرين فيهما متحدان، والمسندان اليهما متقابلان، وقيدهما الأول متحد، والثاني متقابل.

أشكر الله على السراء بنجيك من الضراء - لم تعطف الثانية على الأولى لكمال الانقطاع، فان الأولى انشائية لفظا ومعنى - والثانية عكسها.

اصبر على كيد الحسود لا تضجر من مكائده - لم تعطف الثانية على الأولى لكمال الاتصال، فانها مؤكدة لها.

أنت حميد الخصال - تصنع المعروف وتغيث الملهوف - فصلت الثانية من الأولى لكمال الاتصال، فانها بيان لها، ووصلت الثالثة بالثانية للتوسط بين الكمالين، مع وجود مانع من الوصل.

تمرين (١)

بين سر الفصل والوصل فيما يلي:

(١) أخطُ مع الدهر إذ ... اما خطا وجسر معَ الدهر كما يجري (١)

(٢) لا تدعه إن كنت تنصف نائباً ما هذه الدنيا بدار قرار

(٣) حكم المنية في البرية جاري هو في الحقيقة نائمٌ لا نائب (٢)


(١) وصل بين الجملتين لاتفاقهما إنشاء، مع وجود المناسبة وعدم المانع.
(٢) فصل الشطر الثاني عن الأول: لانه توكيد معنوي له - إذ يفهم من جريان حكم الموت على الخلق أن الدنيا ليست دار بقاء، فأكد ذلك بالشطر الثاني، فبينهما كمال الاتصال.

<<  <   >  >>