للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب (١)

الثاني - أن يثبت لشيء صفة مدح، ثم يُؤتى بعدها بأداة استثناء (٢)

تليها صفة مدح أخرى (والنوع الأول أبلغ) - كقوله

ولا عيب فيه غير أنى قصدته فأنستني الأيام أهلاً وموطنا وكقوله - فتى كملت أوصافه غير أنه جوادٌ فما يبقى من المال باقيا وقد تقوم (لكن) مقام أداة الاستثناء في هذا النوع.

(٢٤) تأكيد الذم بما يشبه المدح (٣)

تأكيد الذّم بما يُشبه المدح: ضربان أيضاً

الأول - أن يُستثنى من صفة مدح منفية عن الشيء، صفة ذم بتقدير دخولها فيها - كقوله:

خلا من الفضل غير أنِّي أراه في الحمق لا يجارى

ونحو - لا فضلَ للقوم الا أنهم لا يعرفون للجار حقه

ونحو: الجاهل عدوّ نفسه الا أنه صديق السفهاء، ونحو: فلان ليس أهلا للمعروف، إلا أنه يُسيء إلى من يحسن اليه

الثاني - أن يثبت لشيء صفة ذم، ثم يؤتى بعدها بأداة استثناء (٤)

تليها صفة ذم


(١) أو أداة فرض، نحو قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) ومنه - ما تضمن حسن تخييل، كقول المتنبي
... عقدت سنابكها عليها عثيرا لو تبتغي عنقاً عليه لأمكنا
وقول المعري:
... يذيب الرعب منه كل عضب فلولا الغمد يمسكه لسالا
ومنه - ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة - كقول النظام
... توهمه طرفي فآلم طرفه فصار مكان الوهم في خده أثر
... ومر بفكري خاطراً فجرحته ولم أر خلقا قط يجرحه الفكر
وقول الآخر - لك أنف ياابن حرب أنفت منه الأنوف
... أنت في القدس تصلى وهو في البيت يطوف
(٢) أي ان كان تكسر حد سيوفهم من مقارعة الجيوش عيبا فلا عيب فيهم غيره، ومن المعلوم أنه ليس بعيب - وكقول الآخر:
... ولا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم يسلو عن الأهل والاوطان والحشم
وقوله ... ولا عيب فيه غير أن خدوده بهن احمرار من عيون المتيم
وقوله ... ليس به عيب سوى أنه لا تقع العين على شبهه
وقوله ... ولا عيب في معروفهم غير أنه يبين عجز الشاكرين عن الشكر
وقوله، ... ولا عيب فيكم غير أن ضيوفكم تعاب بنسيان الأحبة والوطن
(٣) وهناك نوع آخر، يسمى «الهجاء في معرض المدح» ، وهو أن يؤتى بكلام ظاهره مدح، وباطنه ذم - كقوله:
أبو جعفر رجل عالم بما يصلح المعدة الفاسدة
تخوف تخمة أضيافه فعودهم أكلة واحدة
(٤) ومثل أداة الاستثناء في ذلك، اداة الاستدراك في قول الشاعر
وجوه كاظهار الرياض نضارة ولكنها يوم الهياج صخور
وكقوله: هو البدر إلا أنه البحر زاخراً سوى أنه الضرغام لكنه الوبل
أدرك أهل البيان (التدبيج) في الطباق، وأفرده أهل البديع، وهو الاولى، لجواز أن لا يقع (التقابل) بين الألوان، فيفوت (الطباق)

<<  <   >  >>