للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* تنفيذ وصية معاوية -رضي الله عنه- المزعومة وخروج الحسين -رضي الله عنه- وابن الزبير -رضي الله عنه- إلى مكة:

[٣٤]- (فلم تكن ليزيد همة إلا بيعة هؤلاء الأربعة نفر، فكتب إلى الوليد بن عتبة (١) يأمره أن يأخذهم بالبيعة أخذًا شديدًا لا رخصةَ فيه، فلما ورد ذلك على الوليد قطع به وخاف الفتنة، فبعث إلى مروان، وكان الذي بينهما متباعدًا، فأتاه، فأقرأه الوليد الكتاب واستشاره.

فقال له مروان: أما عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر فلا تخافن ناحيتهما، فليسا بطالبين شيئًا من هذا الأمر، ولكن عليك بالحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، فابعث إليهما الساعة، فإن بايعا وإلا فاضرب أعناقهما قبل أن يعلن الخبر، فيثب كل واحد منهما ناحية، ويظهر الخلاف.

فقال الوليد لعبد الله بن عمرو بن عثمان (٢)، وكان حاضرًا وهو حينئذ غلام حين راهق: انطلق يا بُنَيَّ إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، فادْعُهُما.

فانطلق الغلام حتى أتى المسجد، فإذا هو بهما جالسين، فقال: أجيبا الأمير.

فقالا للغلام: انطلق، فإنا صائران إليه على إثرك. فانطلق الغلام.


(١) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب، كان ذا حلم وجود وسؤدد، ولي لعمه معاوية -رضي الله عنه- المدينة، ولما جاء نعي يزيد لم يشدد على الحسين -رضي الله عنه- وابن الزبير -رضي الله عنه-، ذكر أن أهل الشام أرادوه على الخلافة بعد معاوية بن يزيد ولكنه طعن فمات قبل ذلك. الذهبي: السير ٣/ ٥٣٤.
(٢) عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي الأموي، كان جوادًا كريمًا، يلقب بالمطرف لجماله، أمه حفصة بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، توفي بمصر سنة ست وتسعين ابن سعد: الطبقات ٩٢ (ت: زياد منصور)، المزي: تهذيب الكمال ١٥/ ٣٦٣.

<<  <   >  >>