للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم جاء هذا الخبر بجملة أسماء الذين كتبوا إلى الحسين بن علي -رضي الله عنه-، وعند البحث عن هذه الأسماء في روايات مسندة لم نجدها ترد إلا عند الطبري من طريق أبي مخنف وهو غير موثوق، وسوف أبحث في حقيقة من هم الرجال الذين كتبوا ثم شاركوا في قتل الحسين -رضي الله عنه- من أشراف الكوفة، حتى لا نتهم أحدًا من غير جرم.

أما سليمان بن صرد -رضي الله عنه- فقد ورد اسمه في مكاتبة الحسين -رضي الله عنه- ولم يرد في قتاله، وخرج في حركة التوابين (١)؛ لأنه ندم ومن معه من الصادقين على خذله، وأما شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث، فقد كتبوا إلى الحسين -رضي الله عنه- وشاركوا في قتاله.

فقد روي عن الحسين -رضي الله عنه- أنه عاتبهم بقوله: (يا شبث بن ربعي،

ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث (٢)، ويا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليَّ أن قد أينعت الثمار، واخضر الجناب، وطمت الجمام، وإنما تقدم على جند لك مجند، فأقبل! قالوا له: لم نفعل، فقال: سبحان الله!! بلى والله، لقد فعلتم) (٣).

عمرو بن الحجاج قد كتب إلى الحسين -رضي الله عنه- وشارك في قتاله، حيث كان


(١) حركة التوابين: في سنة خمس وستين تحركت الشيعة للمطالبة بدم الحسين -رضي الله عنه-؛ لأنهم ندموا على خذلانه فسموا بالتوابين وعلى رأسهم سليمان بن صرد، فقابلهم جند الشام في معركة عين الورد وهزموهم، وقتل سليمان بن صرد، وكان ممن كتب إلى الحسين -رضي الله عنه-. ابن سعد: الطبقات ٦/ ٢٥. الطبري: التاريخ ٥/ ٥٥١.
(٢) قيس بن الأشعث بن قيس، كان على ربع ربيعة وكندة في القتال ضد الحسين -رضي الله عنه- وقد كتب إلى الحسين -رضي الله عنه-، ثم شارك في قتاله وطلب منه النزول على حكم عبيد الله بن زياد فأبى، ويذكر أنه هو من أخذ قطيفة الحسين -رضي الله عنه-. البلاذري: الأنساب ٣/ ١٨٨، ٢٠٤. الطبري: التاريخ ٥/ ٤٢٥، ٤٥٣.
(٣) الطبري: التاريخ ٥/ ٤٢٥. البلاذري: الأنساب ٣/ ١٨٨.

<<  <   >  >>