للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الّذي انتزى على هذه الأمة، فابتزّها أمرها وغصبها فيْأَها، وتأمر عليها بغير رضا منها، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال اللّه دُولَةً بين أغنيائها، فبعدًا له كما بعدت ثمود، وليس علينا إمام فأقدم علينا لعل اللّه يجمعنا بك على الحق، واعلم أن النعمان بن بشير في قصر الإمارة، ولسنا نجمع معه جمعة ولا نخرج معه إلى عيد، ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه فألحقناه بالشام والسلام) (١).

ومنها أيضا ((بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعةٍ من المؤمنين والمسلمين، أما بعد: فحيهلا، فإن الناس، ينتظرونك، ولا رأي لهم في غيرك فالعجل العجل والسلام) (٢).

فبذلك نجد أن هذه الكتب أعطت للحسين -رضي الله عنه- تصورًا يستحق المسير، فأمير الكوفة لا يجتمع إليه الناس ولا يُصلُّون خلفه، وأهلها مستعدون لطرده بشرط موافقة الحسين -رضي الله عنه- ومسيره إليهم، وهذا ما جعل الحسين -رضي الله عنه- يعزم على الخروج إليهم.

وهذه المبالغة من أهل الكوفة جعلت سليمان بن صُرَد -رضي الله عنه- يشك في أمرهم؛ ولذلك اشترط عليهم النصرة للحسين -رضي الله عنه- قبل مكاتبته من قبلهم ومن قوله لهم: (إن معاوية قد هلك، وإن حسينًا قد تقبض على القوم ببيعته، وقد خرج إلى مكة، وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه، قالوا: لا، بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه، قال: فاكتبوا إليه) (٣).


(١) البلاذري: الأنساب ٣/ ١٥٨. الطبري: التاريخ ٥/ ٣٥٢.
(٢) الطبري: التاريخ ٥/ ٣٥٣.
(٣) الطبري: التاريخ ٥/ ٣٥٢.

<<  <   >  >>