ذلك عبيد الله بن زياد، فأرسل إليه يعلمه أنه يأتيه عائدًا.
فقال شريك لمسلم بن عقيل:(إنما غايتك وغاية شيعتك هلاك هذا الطاغية، وقد أمكنك الله منه، هو صائر إليّ ليعودني، فقم، فادخل الخزانة حتى إذا اطمأن عندي، فاخرج إليه، فقاتله، ثم صِرْ إلى قصر الإمارة، فاجلس فيه، فإنه لا ينازعك فيه أحد من الناس، وإن رزقني الله العافية صرت إلى البصرة، فكفيتك أمرها، أبايع لك أهلها).
فقال هانئ بن عروة:(ما أحب أن يقتل في داري ابن زياد).
فقال له شريك: وَلِمَ؟ فو الله إن قتله لقربان إلى الله.
ثم قال شريك لمسلم: لا تقصر في ذلك.
فبينما هم على ذلك إذ قيل لهم: الأمير بالباب.
فدخل مسلم بن عقيل الخزانة، ودخل عبيد الله بن زياد على شريك، فسلم عليه، وقال: ما الذي تجد وتشكو؟.