للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سوف أورد الطرق التي جاءت بالخبر لنقف على حقيقته:

- ذكر الطبري مثل هذه الرواية مسندة من طريق أبي مخنف وهي كاملة، وقد اختصرها صاحب الكتاب كما سبق، وهو اختصار أخل بها وجعلها متناقضة، فهي تَذْكُرُ أن ابن الزبير -رضي الله عنه- نصح الحسين -رضي الله عنه- بعدم الخروج، ثم ذكرت لوم ابن عباس -رضي الله عنه- له، وتمثله بالأبيات، فكيف يلومه على شيء لم يفعله، وأصل هذه الرواية أن الحسين -رضي الله عنه- عندما أراد الخروج للكوفة جاءه عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وقال له: (أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها، ثم خشي ابن الزبير -رضي الله عنه- أن يتهمه الحسين -رضي الله عنه- فقال: (لو أقمت بالحجاز، ثم أردت هذا الأمر ما خولف عليك إن شاء الله) (١).

وهذه الرواية مردوة لضعف سندها؛ ونكارة متنها؛ لأن فيها اتهام لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-.

- وذكر البلاذري أن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-: (عرض على الحسين -رضي الله عنه- أن يقيم بمكة فيبايعه، ويبايعه الناس، وإنما أراد ألَّا يتهمه وأن يعذر في القول) (٢).

- وأخرج خليفة بن خياط بسنده عن جويرية بن أسماء (٣) عن أشياخه، وهذا فيه مجاهيل أن عبد الله بن الزبير قال للحسين -رضي الله عنه-: (ما يمنعك من شيعتك وشيعة أبيك؟ فوالله لو أن لي مثلهم لذهبت إليهم) (٤).

وكل ما سبق لا يصح عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وقد ورد ما يخالفه ومن ذلك:


(١) التاريخ ٥/ ٣٨٣.
(٢) الأنساب ٣/ ١٦٤، وهي غير مسندة.
(٣) جويرية بن أسماء صدوق، سبقت ترجمته
(٤) التاريخ ٢٣٣.

<<  <   >  >>