للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

في هذه الرواية وصل خبر قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى الحسين -رضي الله عنه-، وفيه وصف لحالة مسلم وهانئ بعد قتلهما، وأنهما قد جرى بأرجلهما في السوق، وهذا الخبر لم يرد بسند صحيح، فقد ذكره الطبري من طريق أبي مخنف.

ثم إنه قد سبق الحديث عن جثة مسلم وأنه وصى بها عمر بن سعد ليدفنها ففعل ذلك.

وأما هانئ فيصعب فعل ذلك به، وهو سيد قومه في ظل هذه الظروف، فقتله كاد يعصف بابن زياد وإمارته فكيف بجره بالسوق.

وقد جاء عند الطبري رواية أخرى تخالف ما سبق وهي: (فأقبل الحسين بن علي بكتاب مسلم بن عقيل كان إليه، حتّى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال، لقيه الحر بن يزيد التميمي، فقال له: أين تريد؟.

قال: أريد هذا المصر، قال له: ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيرًا أرجوه، فَهَمَّ أن يرجع، وكان معه إخوة مسلم بن عقيل، فقالوا: والله لا نرجع حتّى نصيب بثأرنا أو نقتل، فقال: لا خير في الحياة بعدكم!) (١). وهذه الرواية تخلو من الزيادات التي جاء بها صاحب الكتاب.

[٥٩]- (فلما وافى زبالة (٢) وافاه بها رسول محمد بن الأشعث، وعمر بن سعد بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره، وخذلان أهل الكوفة إياه، بعد أن بايعوه، وقد كان مسلم سأل محمد بن الأشعث ذلك.

فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة الخبر، وأفظعه قتل مسلم بن عقيل،


(١) التاريخ ٥/ ٣٨٩. من طريق عمار الدهني عن أبي جعفر.
(٢) ذكر الطبري: التاريخ ٥/ ٣٩٧. أنها زرود، وأن الذي جاء إليه بخبر مسلم رجلان من بني أسد.

<<  <   >  >>