للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* منع الماء عن الحسين -رضي الله عنه- ثأرًا لعثمان -رضي الله عنه-:

[٧٠]- (قالوا: وورد كتاب ابن زياد على عمر بن سعد، أن امنع الحسين وأصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة (١) كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان.

فلما ورد على عمر بن سعد ذلك أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب، فينيخ على الشريعة (٢)، ويحولوا بين الحسين وأصحابه، وبين الماء، وذلك قبل مقتله بثلاثة أيام، فمكث أصحاب الحسين عطاشى.

قالوا: ولما اشتد بالحسين وأصحابه العطش أمر أخاه العباس بن علي (٣) وكانت أمه من بني عامر بن صعصعة (٤) أن يمضي في ثلاثين فارسًا وعشرين راجلًا، مع كل رجل قربة حتى يأتوا الماء، فيحاربوا من حال بينهم وبينه.

فمضى العباس نحو الماء وأمامهم نافع بن هلال (٥) حتى دنوا من الشريعة، فمنعهم عمرو بن الحجاج، فجالدهم العباس على الشريعة بمن معه حتى أزالوهم عنها، واقتحم رجال الحسين الماء، فملئوا قربهم، ووقف العباس في أصحابه يذبون عنهم حتى أوصلوا الماء إلى عسكر الحسين) (٦).


(١) الحسوة: ملء الفم. الهروي: تهذيب اللغة ٥/ ١٠٩.
(٢) الشريعة: هي مورد الماء التي يشرعها الناس ولا يسمى كذلك إلا إذا كان عدًّا لا انقطاع له، وتكون طاهرًا معينًا لا يسقى بالرشاء. الزبيدي: تاج العروس ٢١/ ٢٦٠.
(٣) العباس بن علي بن أبي طالب، شهد كربلاء مع الحسين -رضي الله عنه-، وقتل فيها. نسب قريش: مصعب الزبيري ٤٣.
(٤) والصحيح أن أمه هي أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة من بني كلاب. نسب قريش: مصعب الزبيري ٤٣، والبلاذري: الأنساب ٣/ ١٨١.
(٥) نافع بن هلال البجلي، من أشراف العرب وشجعانهم، شهد وقعة الحسين -رضي الله عنه-، وقاتل معه، ثم أسر فقتله شمر بن ذي الجوشن. الزركلي: الأعلام ٨/ ٦.
(٦) الأخبار الطوال ٢٥٥.

<<  <   >  >>