للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

له: لم نفعل، فقال: سبحان اللّه! بلى واللّه، لقد فعلتم .. ) (١)، بل يروى أنه أحد القادة مع عمر بن سعد ضد الحسين -رضي الله عنه- فهو على الرجال (٢).

ولعل سبب هذا التعذير لشبث أنه كان من شيعة علي -رضي الله عنه-؛ ولكنه لم يكن بريئًا من الفتن والشرور، فقد أعان على قتل عثمان -رضي الله عنه-، ثم كان مع علي -رضي الله عنه- فخرج عليه وحرر الحرورية ثم تاب، ثم أعان على قتل الحسين -رضي الله عنه-، وختم حياته بأنه أبلى بلاءً حسنًا في فتنة المختار (٣)، وحال شبث كحال السواد الأعظم من أهل الكوفة الذين كتبوا للحسين -رضي الله عنه- ثم خرجوا لقتاله في ذلك الزمن.

ثم تحدثت الرواية عن قتل عبيد الله لرجل جاء إلى الكوفة في هذه الأحداث من غير ذنب، وهذا يُرْوَى للبالغة في وصفِ حالة الرعب الذي جعلهم يخرجون لقتال الحسين -رضي الله عنه-.

وهنا وقفة وتساؤل: لماذا يقع اللوم من الشيعة على غيرهم في مقتل الحسين -رضي الله عنه-، وفي المقابل يحملون العذر لأنفسهم؟.

والجواب على هذا أن ذلك كان شيئًا التزموا به لكي يخرجوا أنفسهم من الحرج ويلقونه على عاتق غيرهم، بل قد صيروه حديثًا لهم ولأتباعهم، وأخذوا على شيطنة غيرهم وتبرئة أنفسهم من الجرم الذي لا ينسى، والهدف شحن عواطف أتباعهم وإيقاظ هممهم للانتقام من الآخر لزعزعة المسلمين وتفريقهم على مرِّ الأزمان.

ومع أن هذه الرواية لم تأت مسندة ولا يمكن الوثوق بها، ولكن تأثير الرواية الشيعية كان واضحًا عليها.


(١) التاريخ ٥/ ٤٢٥.
(٢) الطبري: التاريخ ٥/ ٤٢٢.
(٣) ابن حجر: تهذيب التهذيب ٤/ ٣٠٣.

<<  <   >  >>