للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحسين دخلنا الكوفة، فلقِيَنَا رجلٌ، فدخلنا منزله، فأحلفنا، فنمت، فلم أستيقظ إلّا بحسّ الخيل في الأزقّة، فحملنا إلى يزيد، فدمعت عينه حين رآنا، وأعطانا ما شئنا وقال: إنه سيكون في قومك أمورٌ، فلا تدخل معهم في شيءٍ، فلمّا كان من أهل المدينة ما كان، كُتِبَ مع مسلم بن عقبة كتابًا فيه أماني، فلمّا فرغ مسلمٌ من الحرّة بعث إليّ، فجئته وقد كتبت وصيّتي، فرمى إليّ بالكتاب، فإذا فيه: استوصِ بعليّ بن الحسين خيرًا، وإن دخل معهم، في أمرهم فأمّنه واعف عنه، وإن لم يكن معهم فقد أصاب وأحسن) (١).

أما عن إرسال نساء الحسين -رضي الله عنه- إلى المدينة فقد ذكر صاحب الكتاب أن يزيد بن معاوية بعثهم مع علي بن الحسين -رضي الله عنه-، وهو بذلك قد خالف غيره، ومن ذلك ما ذكره ابن سعد أن يزيد بن معاوية: (بعث بثقل الحسين ومن بقي من نسائه وأهله وولده معهم، وجهزهم بكل شيء، فلم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر لهم بها، وقال لعلي بن الحسين: إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فَعَلْتَ، وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك، قال: بل تردني إلى بلادي، فرده إلى المدينة وأوصله، وأمر الرسل الذين وجههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا، ومتى شاءوا، وبعث بهم مع محرز بن حريث الكلبي (٢)، ورجل من بهراء، وكانا من أفاضل أهل الشام) (٣).

وذكر الطبري أن يزيد قال للنعمان بن بشير -رضي الله عنه-: (جهزهم بما يصلحهم،


(١) الذهبي: تاريخ الإسلام ٥/ ٢٠.
(٢) محرز بن حريث، وقيل (حزيب) بدل (حريث) بن مسعود بن عدي بن هذيم الكلبي، رجل من أفاضل أهل الشام، بعثه يزيد بن معاوية من دمشق مع أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ردهم من دمشق إلى المدينة قيمًا على حفظهم، وشهد المرج مع مروان، وهو الذي استنقذه يوم المرج. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٥٧/ ٧٩.
(٣) الطبقات ١/ ٤٩٠ (ت د. محمد السلمي).

<<  <   >  >>