للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ثم أمر بتجهيزهم بأحسن جهاز، وقال لعلي بن الحسين: انطلق مع نسائك حتى تبلغهن وطنهن، ووجه معه رجلًا في ثلاثين فارسًا، يسير أمامهم، وينزل حجرة (١) عنهم، حتى انتهى بهم إلى المدينة) (٢).

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٣)، والطبري (٤) مطولًا.

• نقد النص:

تذكرُ هذه الرواية طلب يزيد بن معاوية من علي بن الحسين -رضي الله عنه- مبارزة ابنه خالد، وحقيقة أمرها أنها جاءت من طرق غير موثوقة، وفي متنها ما يدل على نكارتها، فالمقام مقام حزن وعزاء من يزيد وأهل بيته، ولا حاجة لجلب مزيدٍ من العداوة.

أما عن معاملة علي بن الحسين وأهله، فلم يصح أنهم تعرضوا لأذى من قبل يزيد بن معاوية، بل يروى غير ذلك، ومنه:

فقد ذكر ابن كثير (٥) عن يزيد أنه (فرَقَّ عليهم يزيد وبعث بهم إلى الحمَّام وأجرى عليهم الكساوي والعطايا والأطعمة، وأنزلهم في داره، وهذا يردّ قول الرّافضة: إنّهم حملوا على جنائب الإبل سبايا عرايا، حتّى كذب من زعم منهم أنّ الإبل البخاتيّ إنّما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم لتستر عوراتهنّ من قبلهن ودبرهن).

وقد وصف علي بن الحسين حاله ومن معه مع يزيد فقال: (لمّا قتل


(١) حجرة: أي ناحية. الخليل: العين ٣/ ٧٥.
(٢) الأخبار الطوال ٢٦١.
(٣) الطبقات ١/ ٤٨٩ (ت د. محمد السلمي)، وأن المدعو عمرو بن الحسن، بطرق قال المحقق إنها ضعيفة.
(٤) التاريخ ٥/ ٤٦٢. من طريق أبي مخنف، وهو ضعيف.
(٥) البداية والنهاية ٨/ ٢١٣.

<<  <   >  >>