للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما تمثل يزيد في هذه الأبيات والتي تتضمن ردًّا منه على أبي بكر وهو عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- الذي تقول هذه الرواية أنه اتهمه بشرب الخمر، وهذه الأبيات لم ترد بسند صحيح (١)، ولو ثبت أن يزيد قال ذلك لثبتت تهمته بشرب الخمر.

ثم إنه ورد ما يخالف ذلك وهي أبيات من الشعر ليزيد خالية من ذكر الخمر، وذلك في ما رواه البلاذري أن يزيد لَمَّا عرض جنده كتب إلى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- رقعة لطيفة أفرد بها رسولًا، ويقال: إنه لم يكتب ولكنه قال قولًا ظاهرًا:

أجمع رجال الأبطحين فإنني … أدعو إليك رجال عكّ وأشعر

ورجال كلب والسكون ولخمها … وجذام تقدمها كتائب حمير

كيف النجاء أبا خبيبٍ منهم … فاحتل لنفسك قبل أتي العسكر (٢)

وهناك أمر يجب أن نتطرق له، وهو ما ردة فعل يزيد حينما خلعه أهل


(١) خليفة بن خياط: التاريخ ٢٣٧، عن وهب بن جرير عن أبيه ولم يذكر بقية السند، والطبري: التاريخ ٥/ ٤٨٤، جاءت عنده مسندة من طريق أبي مخنف. ابن عسكر: تاريخ دمشق ٢٤/ ٤٧٩ عن المدائني ولم يذكر بقية السند، وعنده أيضًا ٢٧/ ١٨ من طريق ابن عفير عن ابن فليح يحيى بن فليح بن سليمان، قال ابن حزم: مجهول. وقال مرة: ليس بالقوي. ابن حجر: لسان الميزان ٨/ ٤٧١ ..
(٢) أوردها البلاذري ٥/ ٣٢٢، وكان البيت الأول منها:
استعد ربك في السماء فإنني … أدعو إليك رجال عك واشعر
وحتى هذا الأبيات لم تسلم من إلصاق التهم، ففي البيت السابق مخالفة عقدية لا تصح عن يزيد، لأن معناه أنت يا أبا خبيب استعد بربك وأنا استعد برجال، وقد ذكر البلاذري رواية أخرى في البيت الأول عن الشاميين وذلك من قول يزيد (أجمع)، وهو المذكور في مطلع القصيدة السابقة، وهو ما اخترته ليكون في مطلعها، لعدم المخالفة؛ ولأنهم أقرب للحدث من غيرهم.

<<  <   >  >>