للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدينة وطردوا عامله؟ وهل قرر معاقبتهم دونما تعقل، أم حاول احتواء الموقف؟.

الجواب: بعد ما وصل إلى يزيد بن معاوية خلع أهل المدينة لبيعته، حاول رد أهل المدينة لبيعته بالطرق السلمية ومن ذلك:

- بعث إليهم النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، فقد ذكر البلاذري: (وبعث يزيد إلى النعمان بن بشير فقال له: إن عدد الناس بالمدينة الأنصار وهم قومك، فأتهم فأفثأهم (١) عما يريدون، فصار النعمان إلى قومه فاستنهاهم من أنفسهم، وحذرهم جنود أهل الشام، ورغبهم في بيعة يزيد) (٢).

- قبل شفاعة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيهم، فقد روى ابن سعد بسنده فقال: (ولما بلغ يزيد بن معاوية وثوب أهل المدينة وإخراجهم عامله وأهل بيته عنها، وجه إليهم مسلم بن عقبة المري، وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة، كانت به النوطة (٣)، فوجهه في جيش كثيف، فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة، وقال: إنما تقتل بهم نفسك، فقال: أجل أقتل بهم نفسي، وأشفي نفسي، ولك عندي واحدة، أمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقًا، فإن هم تركوه، ولم يعرضوا له، ولم ينصبوا الحرب تركهم، ومضى إلى ابن الزبير فقاتله، وإن هم منعوه أن يدخلها ونصبوا له الحرب، بدأ بهم، فناجزهم القتال، فإن ظفر بهم قتل من أشرف له) (٤).


(١) فثأ: يدل على تسكين شيء يغلي ويفور، يقال فثات القدر: سكنت من غليانها. القزويني: مقاييس اللغة ٤/ ٤٧٥.
(٢) الأنساب ٥/ ٣٢١. ونحوًا منه الطبري: التاريخ ٥/ ٤٨١.
(٣) النوطة: وهي الحوصلة وورم في الصدر أو النحر أو غدة في البطن مهلكة. الزبيدي: تاج العروس ٢٠/ ١٥٨.
(٤) الطبقات ٢/ ٦٤ (ت د. محمد السلمي).

<<  <   >  >>