للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

- وقد ذكر الذهبي حديث نافع عن ابن عمر -رضي الله عنه- الذي أخرجه مسلم (١) كما سبق، والذي فيه نهيُّ ابن عمر -رضي الله عنه- عن خلع يزيد، وقال: (وزاد فيه المدائنيّ، عن صخرٍ، عن نافعٍ: فمشى عبد الله بن مطيعٍ وأصحابه إلى محمّد ابن الحنفيّة، فأرادوه على خلع يزيد، فأبى، وقال ابن مطيعٍ: إنّ يزيد يشرب الخمر، ويترك الصّلاة، ويتعدّى حكم الكتاب، قال: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد أقمت عنده، فرأيته مواظبًا للصّلاة، متحريًّا للخير، يسأل عن الفقه، قال: كان ذلك منه تصنّعًا لك ورياءً) (٢).

نلاحظ مما سبق قول الذهبي: (وزاد فيه المدائني) وهذه الزيادة التي جاء بها المدائني قد انفرد بها وهو غير موثوق ولم أقف على رواية للمدائني عن صخر إلا هذه، ولم أجد هذه الزيادة في جميع المصادر المتقدمة التي وقفت عليها، فيُحْتَملُ أنها أضيفت إلى كتب المدائني؛ لأنها تعارض روايات المدائني السابقة التي جاءت باتهام يزيد بن معاوية بشرب الخمر.

- بعد عرض النصوص السابقة التي ورد فيها مجموعة من التهم الموجهة إلى يزيد بن معاوية، والتي منها تركه للصلاة، وشربه للخمر، تبين أنها لم ترد بسند صحيح، فهي باطلة، ولم يصح عن يزيد شيء منها، ولم تكن هذه التهم سببًا لخلع أهل المدينة ليزيد، ولا سببًا لعدم بيعة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- له، وإنما جاءت متأخرة من فعل الرواة.

وهنا أمر يجب التنبه له، وهو أن معظم الروايات الواردة عن رجالات الحرة تُذْكَرُ أنهم زاروا الشام ثم رجعوا يشهدون على يزيد بشرب الخمر وترك الصلاة، وكأنهم شاهدوا شيئًا لا يعجبهم في يزيد، ثم رجعوا يشهدون بذلك


(١) الصحيح ٣/ ١٤٧٨.
(٢) تاريخ الإسلام ٥/ ٢٧٤، وابن كثير: البداية والنهاية ٨/ ٢٥٥.

<<  <   >  >>