للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نلاحظ مما سبق من الروايات التي حددت قتلى الحرة أن بينها تباينًا واضحًا فقد ارتفع العدد في الرواية الثانية عن الأولى إلى الضعف ثم إلى أضعاف كثيرة في الرواية الثالثة، ونجد في رواية خليفة بن خياط العدد الذي يتوافق مع المشاركين في الحرة، فلم يذكر أن أهل المدينة كلهم شاركوا في الحرة، ولا أنهم استعانوا بأحد من غيرهم، وهذا العدد ليس بالقليل إذا تمت مقارنته بأهل المدينة وحدهم، فبحرمة دماء المسلمين فيما بينهم عامة، ودماء الصحابة وأبنائهم خاصة، وحرمة المكان، تكون هذه الدماء قد أُسْرِفَ فيها وانتُهِكَتْ حرمتها، وهو الإسراف الذي حصل مع النهب.

* دخول جيش الشام إلى المدينة:

[١٠٠]- (وأقبلتْ طائفة من أهل الشام، فدخلوا المدينة من قبل بني حارثة، وهم الذين قالوا: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} (١)، فلم يشعر القوم، وهم يقاتلون مَنْ يليهم، إلا وأهل الشام يضربونهم من أدبارهم، فقُتِلَ عبد الله بن حنظلة أمير الأنصار، وقُتِلَ عمرو بن حزم الأنصاري (٢) قاضي المدينة (٣) (٤).

ذكر نحوًا منها: خليفة بن خياط والطبري (٥) والبلاذري (٦).


(١) سورة الأحزاب آية ١٣.
(٢) عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري، شهد الخندق وما بعدها، واستعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على نجران، مات بعد الخمسين. ابن حجر: الإصابة ٤/ ٥١١. وقد وهم صاحب الكتاب بأنه قتل يوم الحرة، والذي ورد اسمه في يوم الحرة هو ابنه محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري وقد سبقت ترجمته.
(٣) أما قاضي المدينة فهو ابنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، استقضاه عثمان بن حيان المري، والي المدينة في عهد الوليد بن عبد الملك. أبو بكر الملقب بوكيع: أخبار القضاة ١/ ١٤١.
(٤) الأخبار الطوال ٢٦٥.
(٥) خليفة بن خياط: التاريخ ٢٣٨. الطبري: التاريخ ٥/ ٤٩٥. من طريق جويرية بن أسماء عن أشياخه من أهل المدينة، وهذا فيه مجاهيل.
(٦) الأنساب ٥/ ٣٢٧. أبو العرب: المحن ١٧٦.

<<  <   >  >>