للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

تذكر هذه الرواية أن جيش الشام دخل المدينة من قبل بني الحارثة.

ومما يؤيد هذا القول، ما ذُكِرَ عن مسلم بن عقبة أنه لما قدم المدينة أكمن كمينًا مما يلي منازل بني الحارثة، فلما التَحَمَ جيش أهل المدينة بجيش الشام صبر لهم أهل المدينة وقاتلوا أشد قتال، فلم يشعروا إلا بالكمين يضرب أدبارهم فانهزموا (١).

أما قول صاحب الكتاب: إن الذين قالوا: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} (٢)، هم بنو الحارثة، فهذا لا يصح على العموم؛ لأن تفسير الآية: أن من قال هذا المنافقون منهم، ولا يشمل كل بني الحارثة من الأنصار.

والآية كاملة هي قول الله -جل جلاله-: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (١٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (١٤)} (٣).

وتفسيرها: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} من بني حارثة بن الحرث لأصحابهم فى الخندق {يَاأَهْلَ يَثْرِبَ} يعنون يا أهل المدينة {لَا مُقَامَ لَكُمْ} لا مكان لكم في الخندق عند القتال {فَارْجِعُوا} إلى المدينة {وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ} من منافقي بني حارثة {النَّبِيَّ} -صلى الله عليه وسلم- بالرّجوع إلى المدينة و {يَقُولُونَ} ائذن لنا يا نبي الله بالرّجوع إلى المدينة {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} خالية من الرّجال نخاف عليها سرق السراق {وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} بخالية {إِنْ يُرِيدُونَ} ما يريدون


(١) البلاذري: الأنساب ٥/ ٣٢٨، من طريق الواقدي.
(٢) سورة الأحزاب آية ١٣.
(٣) سورة الأحزاب الآيتان ١٣، ١٤.

<<  <   >  >>