للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هامة أعيت صدام الصدم … كأن نضحًا من صبيب الحمحم

حيث انتهت من عنق مورم) (١) مما سبق رأينا أن أبا حنيفة الدينوري يأتي بجميع الآراء التي تكلمت عن النبات الذي يريد إيضاحه، ثم يبين رأيه ويبرهن عليه، وكل ذلك من حرصه وتثبته على بيان الأمر على حقيقته، وهو اسم لنبات والأمر فيه واسع، فكيف ينسب له كتاب كتب بصيغة الحكم في أمر عظيم يخوض صاحبه في أعراض الصحابة والتابعين؟!! لاشك أن ذلك من التناقض الذي لا يمكن أن يجمعه شخص واحد.

- اتفق العلماء على نسبة كتاب النبات إلى أبي حنيفة الدينوري، واختلفوا في نسبة كتاب الأخبار الطوال إليه.

- من يطلع على كتاب الأخبار الطوال يجده مليئًا بالقدح والتنقص من الصحابة، وهذا خلل واضح في عقيدة المؤلف، وأبو حنيفة قد شهد له رجال من أهل بلده الدينور بالصلاح وحسن الرواية، ووصفوه بالصدق، ولم أقف على أحد من المتقدمين اتهمه في عقيدته.

ومما يروى عنه في صحة عقيدته ما ذكره الزمخشري عنه: (قال أبو حنيفة الدينوري في كتاب الأنواء: المنكر هو نسبة الأمر إلى الكواكب وأنها هي المؤثرة، فأما من نسب الأثر إلى خالق الكواكب، وزعم أنه ضربها أمارة، ونصبها أعلامًا على ما يحدثه ويجدده في كل أوان بمشيئته الربانية فلا جناح عليه) (٢).

أفبعد هذا العلم والعقيدة يُنسب إليه كتابٌ فيه قدح في الصحابة؟!!


(١) الدينوري: النبات ١٨٠.
(٢) ربيع الأبرار ١/ ٨٧.

<<  <   >  >>