للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

وفي هذه الرواية ذكرٌ لعلي بن العباس وأنه قد دخل في أمر أهل المدينة، ولكن ذلك لم يثبت؛ لأنه لم يرد بسند يمكن الاعتماد عليه؛ وقد ورد ما يخالفه، وهو ما رواه ابن كثير عن أبي جعفرٍ الباقر (١): (لم يخرج أحدٌ من آل أبي طالبٍ ولا من بني عبد المطّلب أيّام الحرّة) (٢).

[١٠٦]- (وأرسلت بنت الأشعث بن قيس (٣)، وكانت امرأة الحسين بن علي، إلى مسلم بن عقبة تعلمه أن منزلها انتهب، فأمر برد جميع ما أخذ لها) (٤).

انفرد بهذه الرواية صاحب الكتاب.

• نقد النص:

أورد صاحب الكتاب هذه الرواية التي فيها عفو مسلم بن عقبة عن جعدة بنت الأشعث وهي امرأة الحسن -رضي الله عنه-، وليس كما وهم صاحب الكتاب أنها امرأة الحسين -رضي الله عنه- وهذا إيعازٌ منه بالعلاقة التي تروج لها الروايات الضعيفة (٥) بالربط بين هذه المرأة وبين موت الحسن -رضي الله عنه-، وأنها هي من دسّت له السم،


(١) هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد ٥٦ هـ، جمع بين العلم والسؤدد والثقة والرزانة وهو أحد الأئمة الاثنى عشر. الذهبي: ٤/ ٤٠٢.
(٢) البداية والنهاية ٨/ ٢٥٦.
(٣) جعدة بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي، كانت زوجة الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد خلف عليها يعقوب بن طلحة ثم العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وقد أنجبت منه. ابن سعد: الطبقات ٥/ ٣١٥. البلاذري: الأنساب ٣/ ١٥. قلت: هذا من الأدلة البينة على أنها بريئة من سَمِّ الحسن -رضي الله عنه-، وإلا فكيف يُخْلِف على امرأة غدرت بزوجها!!
(٤) الأخبار الطوال ٢٦٧.
(٥) أخرج ابن سعد بسنده، قصة سم الحسن -رضي الله عنه- الطبقات، (ت د. محمد السلمي). وقال عنه المحقق: (إسناده ضعيف). والبلاذري: الأنساب ٣/ ٥٥ ولم يسند الخبر.

<<  <   >  >>