للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسلمين على مر العصور، ولذلك يجب أن يقتصر التصور على هذه الأعمال؛ لأنها في ذلك الجيل عظيمة، ولا يطلق المسلم خياله لتلك الروايات الفاسدة، التي صورت القرن المفضل بتلك الخرافات والأباطيل.

٦ - أهل المدينة أخطئوا في خلع يزيد، وهو أخطأ بمعاقبتهم.

٧ - جاءت بعض الكتب بأخبار مشينة لهذه المعركة وغيرها من أحداث دولة بني أمية، وصورتها لنا بأفظع الصور والمشاهد، فكأننا نقرأ عن غزو المغول للمسلمين، بل أفظع من ذلك، وهذا كله؛ لأن تدوين تاريخ بني أمية جاء متأخرًا بزمن لا يخلو من العبث والدس.

* وفاة مسلم بن عقبة وخبر غزو مكة:

[١٠٨]- (فلما بلغ ابن عقبة هرشى (١) اعتل، واشتدت علته، ونزل به الموت، فقال: أسندوني. فاسند، فقال: إن أمير المؤمنين أمرني إن حدث بي في وجهي هذا حدث أن استخلف الحصين بن نمير على الجيش، ولو كان الأمر إليّ ما استخلفته؛ لأن من شأن اليمانية الرقة، غير أني لا أعصي أمير المؤمنين.

ثم قال: يا حصين، إذا وافيت مكة فناجز ابن الزبير الحرب من يومك، ولا ترد أهل الشام عن شيء يريدونه بعدوهم، ولا تجعل أذنك وعاء لقريش فيخدعوك. ثم مات، وكانت به الذبحة) (٢).

أورد نحوًا منها: ابن سعد (٣)، وخليفة بن خياط (٤) مختصرًا، والأزرقي (٥)


(١) هرشي: هي ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة، يُرى منها البحر ولها طريقان، فكل من سلك واحدًا منهما أفضى به إلى موضع واحد. الحموي: البلدان ٥/ ٣٩٧.
(٢) الأخبار الطوال ٢٦٧.
(٣) الطبقات ٢/ ٦٧ (ت د. محمد السلمي).
(٤) التاريخ ٢٥٤.
(٥) أخبار مكة ١/ ٢٠٢.

<<  <   >  >>