للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

ذكرت هذه الرواية أنه لما ورد خبر موت يزيد بن معاوية، التقى الحصين بن نمير بعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- ثم خيره بالذهاب معه إلى الشام؛ ليأخذ له البيعة هناك، ولكن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- رفض ذلك بشدة ورفع صوته، فسفهه الحصين لذلك وعاب عليه فعله، وهي تحكي غفلة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، وعدم تفهمه لأسلوب المحادثة، وأنه أوهن الأمر الذي عرضه عليه الحصين بن نمير، وهذا الأمر لا يصح عنه، فهو داهية وما ساد ودانت له الرقاب وبايعته الأمصار إلا وهو كذلك، ومن نقل عنه ذلك إلا ليشينه ويوهن أمره.

وأصح ما جاء في هذه المحادثة ما رواه البلاذري، فقال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي (١) حدّثنا وهب بن جرير بن حازم (٢) عن جويرية بن أسماء (٣)، قال: حدّثني بردٌ مولى آل الزّبير (٤): أنّ حصينًا بعث إلى ابن الزّبير إنّي أحبّ لقاءك، قال: فموعدك بعد العتمة بأعلى مكّة، فخرج ابن الزّبير بعد أن صلّى بالنّاس إلى المكان الّذي وعده فيه وليس عليه سلاحٌ، وأقبل ابن نميرٍ وعليه الدّرع والسّيف وقد لبس ممطرًا، فلمّا أراد الجلوس بدت نعل السّيف، فقال له ابن الزبير: أغدرًا يا ابن نميرٍ؟ قال: لا ولكنّي خفت أصحابك، ثمّ قال له: أبايعك غدًا بين الرّكن والمقام أنا وجميع أصحابي على أن تنتقل إلى الشّام فتسكنها ونقاتل عنك النّاس ما بقيت أرواحنا، فقال: إنّ لي أمراء لست أقطع أمرًا دونهم، فأناظرهم ثمّ يأتيك رأيي، فرجع فأخبر ابن صفوان وذويه، فقالوا: أتخرج من بلدٍ نصرك اللّه به وتفارق حرم اللّه وأمنه وتستعين بقومٍ رموا بيت


(١) أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة ٢٤٦ هـ. ابن حجر: التقريب ٧٧.
(٢) ثقة سبقت ترجمته.
(٣) جويرية بن أسماء صدوق، سبقت ترجمته.
(٤) برد مولى آل الزبير بن العوام، يروي عن ابن الزبير. ابن حبان: الثقات ٤/ ٨١.

<<  <   >  >>