للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللّه لا خلاق لهم؟! فأرسل إلى الحصين: إنّ أصحابي قد أبوا أن يتحوّلوا إلى الشّام، قال: فهل أنت مؤمّنّي وأصحابي حتّى نطوف بالبيت ثمّ ننصرف عنك؟ فأمّنَهم فطافوا ثمّ انصرفوا) (١).

نستخلص من هذه الرواية أنه لما مات يزيد التقى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- بالحصين بن نمير، الذي دعاه إلى أن يبايعه هو ومن معه، على شرط أن يذهب معه إلى الشام، ولكن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- رفض ذلك بعد مشاورة أصحابه؛ ولذلك لم تتم البيعة له من قبل الحصين بن نمير ومن معه؛ لأن الشرط الذي بينهما لم يتم وهو الذهاب معه إلى الشام، وليس كما جاء عند صاحب الكتاب وغيره.

ونلاحظ كيف تعامل الحصين بن نمير مع عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وأنزله مكانته، فهو رضي أن يبايعه، وأن يحمل من معه على بيعته؛ لأنه يعرف قدره وفضله، وليس الأمر كما صورته لنا تلك الروايات الضعيفة التي ضيعت هيبته ومكانته وأوهنت أمره.

[١١١]- (ثم انصرف في أصحابه إلى الشام، ومر بالمدينة، فبلغه أنهم على محاربته ثانيًا، فجمع إليه أهلها، وقال: ما هذا الذي بلغني عنكم؟ فاعتذروا إليه، وقالوا: ما هممنا بذلك) (٢).

أورد نحوًا منها: البلاذري (٣).

• نقد النص:

تحكي هذه الرواية أن الحصين بن نمير بلغه أن أهل المدينة مقيمين على


(١) الأنساب ٥/ ٣٥٠.
(٢) الأخبار الطوال ٢٦٨.
(٣) الأنساب ٥/ ٣٤٨.

<<  <   >  >>