للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حربه ثانية، فجمعهم وسألهم عن ذلك فاعتذروا إليه، وهذا لم يثبت، وقد ورد ما يخالفه حيث ذكر الطبري رواية تحكي حال هذا الجيش بعد خروجه من مكة: (فأقبل بأصحابه ومن معه نحو المدينة، فاستقبله عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبٍ ومعه قتٌّ وشعيرٌ، وهو على راحلةٍ له، فسلّم على الحصين، فلم يكد يلتفت إليه، ومع الحصين بن نميرٍ فرسٌ له عتيقٌ، وقد فني قتّه وشعيره، فهو غرضٌ، وهو يسبّ غلامه ويقول: من أين نجد هنا لدابّتنا علفًا! فقال له عليّ بن الحسين: هذا علفٌ عندنا، فاعلف منه دابّتك، فأقبل على عليٍّ عند ذلك بوجهه، فأمر له بما كان عنده من علفٍ، واجترأ أهل المدينة وأهل الحجاز على أهل الشّام فذلّوا حتّى كان لا ينفرد منهم رجلٌ إلا أخذ بلجام دابّته ثمّ نكس عنها، فكانوا يجتمعون في معسكرهم فلا يفترقون) (١).

ومع أن هذه الرواية لم تأتِ من طريق صحيح، وفيها مبالغة في نقص المئونة التي أصابت جيش الشام، ولكن يُسْتأنس بها لمعرفة حال ذلك الجيش بعد عودته إلى الشام، وهذا لا يستبعد؛ لأن أمر بني أمية بعد يزيد ركد بعض الوقت وفشا أمر عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، ولم يستقر أمرهم إلا بعد قتله في ولاية عبد الملك بن مروان.

* خبر أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- يوم الحرة:

[١١٢]- (وذكر أبو هارون العبدي (٢)، قال: رأيت أبا سعيد الخدري، ولحيته بيضاء، وقد خف جانباها، وبقي وسطها، فقلت: يا أبا سعيد، ما حال لحيتك؟ فقال: هذا فعل ظلمة أهل الشام يوم الحرة، دخلوا عليّ بيتي، فانتهبوا


(١) التاريخ ٥/ ٥٠٢ من طريق هشام بن محمد الكلبي، وهو ضعيف.
(٢) عمارة بن جوين العبدي، أبو هارون، تابعي ضعيف قال حماد بن زيد كذاب. الذهبي: المغني في الضعفاء ٢/ ٤٦٠.

<<  <   >  >>