للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فذاك امرؤ إن يلقهم يطف نارهم … وليس لها إلا المهلب إنسان

والذي جاء عند البلاذري (١) أن هذه القصيدة قيلت في الحارثة بن بدر (٢)، وأن من قالها هو رجل من بني تميم.

والأبيات التي فيها ذكر للحارثة بن بدر هي:

فلولا ابن بدر لعراقين لم يقم … بما قام فيه للعراقين إنسان

إذا قيل من حام الحقيقة أومأت … إليه معد بالأكف وقحطان (٣)

وأما المهلب بن أبي صفرة أمير معروف يستحق مثل هذه القصيدة وأكثر ولكن ليس له في هذه القصيدة ذكر، ولا ندري ما سبب تحريف هذه القصيدة، وإدراج المهلب فيها.

ونلاحظ أن الشاعر في هذه الأبيات ذكر حارثة ومدحه، ولكنه أجحف في حق عثمان بن عبيد الله ولم يذكر بلاءه.

وقد ذكر البلاذري (٤) أبياتًا قبلها فيها مدح لعثمان بن عبيد الله بعد قتله بدولاب:

ونال الشهادة منهم فتى … بدولاب كالقمر الأزهر

طويل النجاد رفيع العماد … كهمك من فارس مسعر


(١) البلاذري: الأنساب ٧/ ١٥٦.
(٢) حارثة بن بدر حصين الغداني التميمي، أدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وله أخبار في الفتوح، وقصة مع عمر -رضي الله عنه- ومع علي -رضي الله عنه-، وقصص مع زياد، ركب سفينة ومعه ناس من قومه، فاستنجد به رجلًا فلما قرب لينقذه أعمل الرجل سلاحه في السفينة فغرقت به وبمن معه سنة أربع وستين. ابن حجر: الإصابة ٢/ ١٣٨.
(٣) أورد هذين البيتين المبرد في الكامل ٣/ ٢٢٢ وابن عبد ربه في العقد الفريد ٨/ ٥٥، وذلك في ذكر الحارثة بن بدر وحربه مع الأزارقة.
(٤) البلاذري: الأنساب ٧/ ١٥٦.

<<  <   >  >>