للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبيد الله بن زياد أنت سيد قريش وفرعها وأنت أحق النّاس بهذا الأمر) (١)، مؤيدًا بذلك كلام عبيد الله بن زياد في مروان بن الحكم.

وقد ذكر خليفة بن خياط تصورًا عامًّا عن تلك الفترة فقال: (وقد كان أهل الشّام بايعوا ابن الزبير ما خلا أهل الجابية ومن كان من بني أميّة ومواليهم وابن زياد، فبايعوا مروان بن الحكم ومن بعده لخالد بن يزيد بن معاوية، وذلك للنّصف من ذي القعدة، ثمّ ساروا إلى الضّحّاك فالتقوا بمرج راهط، فاقتتلوا عشرين يومًا ثمّ كانت الهزيمة على الضّحّاك بن قيس، فقُتِلَ الضّحّاك وأصحابه) (٢).

بعد عرض النصوص السابقة اتضح أن أهل الشام اختلفوا بعد وفاة معاوية بن يزيد، وانقسموا إلى قسمين: فريق يوالي بني أمية وفريق يوالي عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، فأما فريق بني أمية فقد اختلفوا فيما بينهم فيمن يولون، فمنهم من يريد تولية خالد بن يزيد، والقسم الآخر يرى أنه صغير ولا يصلح للخلافة، ويرى تولية مروان بن الحكم فاجتمع رأيهم على مروان بن الحكم، بعد مشورة أصحاب الرأي من بني أمية وغيرهم من كبار رجالات دولتهم، ولم يقتصر الرأي على عبيد الله بن زياد.

* سبب وفاة مروان بن الحكم:

[١٤٧]- (وتزوج مروان أم خالد بنت هاشم بن عتبة (٣)، التي كانت


(١) البلاذري: الأنساب ٦/ ٢٧٥.
(٢) التاريخ ٢٥٩.
(٣) أم خالد هي فاختة ابنة أبي هشام بن عتبة بن عبد شمس، خلف عليها مروان بن الحكم بعد يزيد بن معاوية، وتباينت أقوال المؤرخين في أهداف هذا الزواج، فقيل: إنه تزوجها حتى يصغر شأن ابنها خالد فلا يطلب الخلافة، وقيل: إنها طمعت بعودة الملك في بيتها، وقيل: إنه واعدها بأن يولي ابنها،. البلاذري: الأنساب ٦/ ٢٧٥، الطبري: التاريخ ٥/ ٥٤١. قلت: وكل هذا لم يرد بسند صحيح.

<<  <   >  >>