للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا الأمر في بدايته، ثم عزم عليه قومه (١) فقام وحاول أن يقنع الأزد أنه لم يأمر بقتل مسعود، ولكنهم كانوا جادين في اتهامهم إياه، وهذا ما يؤكد لنا أن من قتله ناس من بني تميم، ولكنهم من الخوارج، ومن المعروف أن الخوارج أمرهم فيهم ومع من يرأسهم، وأما تميم البصرة من غير الخوارج فهم تحت سيادة الأحنف، ولكن الفتنة صماء مطبقة لا تعرف الفروق، فقام الأحنف بهذا الأمر وأصلح بين الناس وتحمل هو وابن أخته إلياس دية مسعود بن عمرو، مع أن بعض بني تميم اعترضوا على ذلك، ولكنه مضى في أمره، فحقنت الدماء وسكنت الفتنة وتفرغ أهل البصرة لقتال الخوارج.

- وقد رجح البلاذري (٢) أن خروج عبيد الله بن زياد إلى الشام بعد قتل مسعود بن عمرو في شعبان سنة أربع وستين، وكان نزوله دار مسعود في جماد الآخرة سنة أربع وستين.

وفي هذا يتأكد لنا أن مسعود بن عمرو لم يتولَ أمر البصرة، ولم يوله عبيد الله أمرها، وإنما كان مطالبًا بها لابن زياد، ولما قتل مسعود خرج عبيد الله إلى الشام.

وفيه أيضًا رد على رواية هشام بن محمد التي أوردها الطبري (٣)، وهي أن زيادًا لما خرج إلى الشام استخلف مسعود بن عمرو على البصرة، وأن بني تميم عارضوا ذلك ثم حدث بينهم ما حدث.

* سلطان عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-:

[١٥١]- (وقويَ أمر عبد الله بن الزبير، وأعطاه أهل الكوفة الطاعة،


(١) الطبري: التاريخ ٥/ ٥١٨.
(٢) الأنساب ٥/ ٤٠٩.
(٣) الطبري: التاريخ ٥/ ٥٢٤.

<<  <   >  >>