للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن تيمية: (وأمّا الشّيعة فكثيرٌ منهم يعترفون بأنّهم إنّما قصدوا بالملك إفساد دين الإسلام ومعاداة النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، كما يعرف ذلك من خطاب الباطنيّة وأمثالهم من الدّاخلين في الشّيعة، فإنّهم يعترفون بأنّهم في الحقيقة لا يعتقدون دين الإسلام، وإنّما يتظاهرون بالتّشيّع لقلّة عقل الشّيعة وجهلهم، ليتوسّلوا بهم إلى أغراضهم، وأوّل هؤلاء - بل خيارهم - هو المختار بن أبي عبيدٍ الكذّاب، فإنّه أمير الشيعة، وقتل عبيد الله بن زياد، وأظهر الانتصار للحسين، وتقرب بذلك لمحمد ابن الحنفية وأهل بيت .. ).

(ومن المعلوم أنّ عمر بن سعدٍ أمير السّريّة الّتي قتلت الحسين، مع ظلمه وتقديمه الدّنيا على الدّين، لم يصل في المعصية إلى فعل المختار بن أبي عبيدٍ الّذي أظهر الانتصار للحسين وقتل قاتله، بل كان هذا أكذب وأعظم ذنبًا من عمر بن سعدٍ، فهذا الشّيعيّ شرٌّ من ذلك النّاصبيّ، بل والحجّاج بن يوسف خيرٌ من المختار بن أبي عبيدٍ، فإنّ الحجّاج كان مبيرًا كما سمّاه النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يسفك الدّماء بغير حقٍّ، والمختار كان كذّابًا يدّعي النّبوّة وإتيان جبريل إليه، وهذا الذّنب أعظم من قتل النّفوس، فإنّ هذا كفرٌ، وإن كان لم يتب منه كان مرتدًّا، والفتنة أعظم من القتل) (١).

* دخول إبراهيم بن الأشتر في أمر المختار:

[١٥٤]- (فلم يزل كذلك حتى قال له نصحاؤه: عليك بإبراهيم بن الأشتر (٢)، فاستمله إليك، فإنه متى شايعك على أمر ظفرت به، وقضيت حاجتك.


(١) منهاج السنة النبوية ٢/ ٦٨.
(٢) إبراهيم بن الأشتر بن مالك بن الحارث النخعي، أحد الأبطال الأشراف، كان شيعيًّا فاضلًا، وهو الذي قتل عبيد الله بن زياد في وقعة الخازر، ثم كان من أمراء مصعب بن الزبير، وقتل مع مصعب سنة اثنين وسبعين. الذهبي: السير ٤/ ٣٥.

<<  <   >  >>