للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأرسل المختار إلى جماعة من أصحابه، فدخلوا عليه، وبيده صحيفة مختومة بالرصاص.

فقال الشعبي (١): وكنت فيمن دخل عليه، فرأيت الرصاص أبيض يلوح، فظننت أنه إنما ختم من الليل، فقال لنا: انطلقوا بنا حتى نأتي إبراهيم بن الأشتر.

قال: فمضينا معه، وكنت أنا ويزيد بن أنس الأسدي (٢)، وأحمر بن سليط (٣)، وعبد الله بن كامل (٤)، وأبو عمرة كيسان (٥)، مولى بجيله، الذي يقول الناس: قد جاوره أبو عمرة، وكان من بعد ذلك على شرط المختار.

قال الشعبي: فأتينا إبراهيم بن الأشتر، وهو جالس في صحن داره، فسلمنا عليه، فتناول يد المختار، وأجلسه معه على مقعدة كان عليها.


(١) عامر بن شراحيل بن عبدٍ، وقيل: ابن عبد ذي قباز، وقيل: عامر بن عبد الله بن شراحيل، أبو عمرو الشعبي، كوفي من شعب همدان، كان ثقة حافظًا فقيهًا فاضلًا، ولد في خلافة عمر، روى عن كثير من الصحابة، خرج إلى المدائن خوفًا من المختار ثم رجع إلى الكوفة، وجهه عبد الملك في رسالة إلى ملك الروم فأعجب به، مات الشعبي سنة ١٠٥ وقيل: ١٠٦ هـ. الخطيب: تاريخ بغداد ١٢/ ٢٢٢. ابن حجر: التقريب ٢٨٧.
(٢) يزيد بن أنس المالكي الأسدي، قائد من الشجعان، وهو من أصحاب المختار، وقد خرج معه على بني أمية مطالبًا بدم الحسين -رضي الله عنه- وقد أرسله إلى الموصل، فأرسل له عبيد الله بن زياد جيشًا فهزمه يزيد ومات بعد هذه الحادثة. الزركلي: الأعلام ٨/ ١٧٩.
(٣) والصحيح من اسمه أحمر بن (شميط) بدل (سليط) البجلي، أحد القادة من أصحاب المختار، شهد وقائع مع المختار وبني أمية، ثم التقى بجيش أمام مصعب بن الزبير فقتل وتفرق جيشه. الزركلي: الأعلام ١/ ٢٧٦.
(٤) عبد الله بن كامل الشاكري من همدان، صاحب شرطة المختار، شهد معه وقائعه ثم قتل في حروبه مع المصعب. البلاذري: الأنساب ٦/ ٣٩٥، ٤٣٠.
(٥) كيسان أبو عمرة من الموالي، وهو مولى عرينة، كان على حرس المختار، وهو صاحب الكيسانية بعثه المختار لقتل عمر بن سعد فقتله، وكان رئيس الموالي وإليه يشكون أمرهم، وهو صاحب سر المختار وأمره. البلاذري: الأنساب ٦/ ٣٩٥، ٤٠٦، الطبري: التاريخ ٦/ ٣٣، ٩٦.

<<  <   >  >>