للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتكلم المختار وكان مفوها، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: إن الله قد أكرمك، وأكرم أباك من قبلك بموالاة بني هاشم ونصرتهم، ومعرفة فضلهم، وما أوجب الله من حقهم، وقد كتب إليك محمد بن علي بن أبي طالب يعني ابن الحنفية هذا الكتاب بحضرة هؤلاء النفر الذين معي.

فقال القوم جميعًا: نشهد أن هذا كتابه، رأيناه حين كتبه.

ثم ناوله، ففتحه وقرأه، فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن علي إلى إبراهيم الأشتر، أما بعد، فإن المختار بن أبي عبيد على الطلب بدم الحسين، فساعده في ذلك، وآزره يثبك الله ثواب الدنيا، وحسن ثواب الآخرة.

فلما قرأ إبراهيم بن الأشتر الكتاب قال للمختار: سمعًا وطاعة لمحمد بن علي، فقل ما بدا لك، وادعُ إلى ما شئت، فقال المختار: أتأتينا، أو نأتيك في أمرنا؟ فقال إبراهيم: بل أنا آتيك كل يوم إلى منزلك.

قال الشعبي: فكان إبراهيم بن الأشتر يركب إلى المختار في كل يوم في نفر من مواليه وخدمه.

قال الشعبي: ودخلتني وحشة من شهادة النفر الذين كانوا معي، على أنهم رأوا محمد ابن الحنفية حين كتب ذلك الكتاب إلى إبراهيم بن الأشتر، فأتيتهم في منزلهم رجلًا رجلًا، فقلت: هل رأيت محمد ابن الحنفية حين كتب ذلك الكتاب؟ فكل يقول: نعم، وما أنكرت من ذلك؟.

فقلت في نفسي: إن لم أستعلمها من العجمي، يعني أبا عمرة، لم أطمع فيها من غيره.

فأتيته في منزله، فقلت: ما أخوفني من عاقبه أمرنا هذا أن ينصب الناس جميعًا لنا، فهل شهدت محمد ابن الحنفية حين كتب ذلك الكتاب؟.

<<  <   >  >>