للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: والله ما شهدته حين كتبه، غير أن أبا إسحاق يعني المختار عندنا ثقة، وقد أتانا بعلامات من ابن الحنفية، فصدقناه.

قال الشعبي: فعرفت عند ذلك كذب المختار، وتمويهه، فخرجت من الكوفة حتى لحقت بالحجاز، فلم أشهد من تلك المشاهد شيئًا) (١).

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٢) دون ذكر للشعبي، وأما البلاذري (٣) فذكر أن الشعبي حضر مع المختار لضم ابن الأشتر ولم يذكر أنه شهد بشيء، والخبر غير مسند، والطبري (٤) مطولًا.

• نقد النص:

في هذه الرواية بدأ المختار يستميل كبار القادة والأشراف وذلك بادعائه أنه مرسل من عند محمد ابن الحنفية، ومن هؤلاء القادة إبراهيم بن الأشتر، والذي استماله بطريقة دنيئة وهي عن طريق كتاب وضعه على لسان محمد ابن الحنفية، وأن الشعبي حضر معهم ولم يشهد، ثم أخذ يسأل الذين شهدوا على صدق المختار فأخبروه أن شهادتهم للمختار كانت لصدقه، ولكن هذا الخبر ناقص، وتمامه ما رواه الطبري (٥) من طريق أبي مخنف، وفيها أن الشعبي حضر هو وأبوه مع المختار حينما أراد تقديم الكتاب المزعوم من قبل المختار على لسان محمد ابن الحنفية، ولم يشهد هو وأبوه مع النفر؛ ولكنه أقر بصدقهم عندما سأله ابن الأشتر، وهذه الرواية لم تأتِ من طريق صحيح عن الشعبي، وأما متنها فمنكر فكيف يسع الشعبي أن يحضر مع المختار هو وأبوه ولا


(١) الأخبار الطوال ٢٨٨، ٢٨٩.
(٢) الطبقات ٥/ ٩٨.
(٣) الأنساب ٦/ ٣٨٥.
(٤) التاريخ ٦/ ١٥.
(٥) التاريخ ٦/ ١٥.

<<  <   >  >>