للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

جاءت هذه الرواية مسندة من طريق أبي مخنف، وقد زاد فيها عند صاحب الكتاب من قول عمير بن الحباب: (لقد اشتد غمي مذ دخلت عسكرك) إلى قوله: (والنصر من عند الله) وكأنه يشير إلى أن المعركة التي فيها الانتقام من أهل الشام الذين قتلوا الحسين -رضي الله عنه- بزعمه قامت على الفرس الذين مع ابن الأشتر، وهو بذلك يشير إلى عظمة الوجود الفارسي المنتقم للحسين -رضي الله عنه- ويثبته ويشيد به، وهذا يضاف إلى قومية المؤلف، والرد على ذلك أن هذه الزيادة انفرد بها، ثم إن أهل الشام لم يقتلوا الحسين -رضي الله عنه- ولم يكن من بينهم إلا عبيد الله بن زياد، وأن الذي قتل الحسين -رضي الله عنه- كما سبق معنا هم أهل الكوفة.

وهذا قد ورد ما يخالفه وهو ما رواه البلاذري (١) أن عماد جيش ابن الأشتر هم من همدان وتميم وكندة وربيعة ومذحج وأسد، وربع من أهل المدينة وهم زهاء تسعة آلاف.

وذكر في هذه الرواية خبر هزيمة جيش الشام من قبل المختار بقيادة إبراهيم بن الأشتر، وأن سبب الهزيمة هو انهزام جيش الشام بسبب دخول عمير بن الحباب مع ابن الأشتر وذلك باتفاق مسبق بين القائدين، وقد جاء البلاذري (٢) من طريق المدائني بمثله، وهذا لم يثبت، فقد ذكر الطبري (٣) في رواية أخرى أن عمير بن الحباب أتى إلى ابن الأشتر فنصحه بمناجزة القوم وواعده بالانهزام، ولكنه لم يفعل وقاتل كراهية الانسحاب ثم أتى إلى ابن الأشتر بعد المعركة.


(١) الأنساب ٦/ ٤٢٣.
(٢) المصدر السابق ٦/ ٤٤٩.
(٣) الطبري: التاريخ ٦/ ٨٩.

<<  <   >  >>