للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسار نحو الكوفة حتى انتهى إلى جسرها ليلًا، فأمر بقُوَّام الجسر، فكُتِّفُوا، ووَكَّل بهم رجلًا من أصحابه، ثم عبر، ودخل الكوفة، فلقيه أبو عمرة كيسان، وهو يعس بالكوفة، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن أصحاب عبد الله بن كامل، أقبلنا إلى الأمير المختار، قال: امضوا في حفظ الله.

فمضوا حتى انتهوا إلى السجن، فكسروه، فخرج كل من فيه، وحمل أم سلمة على فرس، وَوَكَّل بها أربعين رجلًا، وقدمها، ثم مضى، وبلغ الخبر المختار، فأرسل راشدًا مولى بجيلة في ثلاثة آلاف رجل، وعطف عليهم أبو عمرة من ناحية بجيلة في ألف رجل.

وخرج عليهم عبد الله بن كامل من ناحية النخع في ألف رجل، فأحاطوا بهم، فلم يزل عبيد الله يكشفهم، ويسير والحجارة تأخذه هو وأصحابه من سطوح الكوفة حتى عبر الجسر، وقد قُتِلَ من أصحاب المختار مائة رجل، ولم يقتل من أصحابه إلا أربعة نفر.

وسار عبيد الله حتى انتهى إلى بانقيا (١) فنزلوا، وداووا جروحهم، وعلفوا دوابهم، وسقوها، ثم ركبوا، فلم يحلوا عقدها حتى انتهوا إلى سورا فأراحوا بها، ثم ساروا حتى أتوا المدائن، ثم لحق بأصحابه بالماهين) (٢).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٣) والطبري (٤) مختصرًا.

• نقد النص:

ذكر صاحب الكتاب في هذه الرواية أن المختار انتقم من عبيد الله بن


(١) بانقيا: أرض بالنجف دون الكوفة. الحميري: الروض المعطار ٧٦.
(٢) الأخبار الطوال ٢٩٧، ٢٩٨.
(٣) الأنساب ٧/ ٣٢.
(٤) التاريخ ٦/ ١٢٩.

<<  <   >  >>