للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بناحية الجبل يتطرف (١) ويغير: إنما خرجت غضبًا للحسين، ونحن أيضًا ممن غضب له، وقد تجردنا لنطلب بثأره، فأعنا على ذلك، فلم يجبه عبيد الله إلى ذلك.

فركب المختار إلى داره بالكوفة فهدمها، وأمر بامرأته أم سلمة، ابنة عمر الجعفي (٢)، فحُبِسَتْ في السجن، وانتهب جميع ما كان في منزله، وكان الذي تولى ذلك عمرو بن سعيد بن قيس الهمداني (٣)، وبلغ ذلك عبيد الله بن الحر، فقصد إلى ضيعة لعمرو بن سعيد بالماهين (٤)، فأغار عليها، واستاق مواشيها، وأحرق زرعها، وقال:

وما ترك الكذاب من جُلِّ مالنا … ولا المرء من همدان غير شريد

أفي الحق أن يجتاح مالي كله … وتأمن عندي ضيعة ابن سعيد؟ (٥)

ثم اختار من أبطال أصحابه مائة فارس، فيهم محشر التميمي (٦)، ودلهم بن زياد المرادي (٧)، وأحمر طيّئ (٨)، وخلف بقية أصحابه بالماهين،


(١) التطرف: هو التباعد. الزبيدي: تاج العروس ٢٤/ ٨٧.
(٢) ولعل الصحيح من اسمها: أم سلمة بنت عبدة بن الحليق الجعفية. البلاذري: الأنساب ٧/ ٣٢.
(٣) والصحيح من اسمه أنه (عبد الرحمن) بدل (عمرو) بن سعيد بن قيس، شجاع من أشراف اليمنيين، من شبام، كان سيد قومه، تولى الموصل للمختار، ثم قام مع أهل الكوفة في أمر المختار وقتل في أحد حروبه ضده. البلاذري: الأنساب ٦/ ٣٩٥، ٣٩٨، الأعلام: الزركلي ٣/ ٣٠٧. وعند البلاذري: الأنساب ٧/ ٣٢، في نفس الموضع أن الذي فعل ذلك هو عبد الله بن كامل.
(٤). الماهين: لم أقف على تعريف لها.
(٥) ذكر نحوها الطبري: التاريخ ٦/ ١٣٠ وعدد أبياتها تسعة.
(٦) لم أقف على ترجمة له.
(٧) يعرف بدلهم المرادي وهو أحد أصحاب ابن الحر وأحد الفرسان. البلاذري: الأنساب ٧/ ٣٢. الطبري: التاريخ ٦/ ١٣٣، ولم يذكر عندهم في هذا الموضع.
(٨) لم أقف على ترجمة له.

<<  <   >  >>