للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المختار مع العرب، فقد قربهم وأوكل إليهم كثير من المهام والقيادات، وبذلك يكون صاحب الكتاب خالف غيره وحرف في هذه الرواية؛ حيث ذكر أن العرب هم من عاتبوا المختار؛ لأنه قرب العجم وتركهم، وقد اختتم روايته بزيادة أوصاف واتهامات يريد أن يثبتها على العرب، وهي قوله: (ووليتكم فكسرتم الخراج، وهؤلاء العجم أطوع لي منكم، وأوفى، وأسرع إلى ما أريد)، ولعل هذا هدفه من قلب الرواية، ويضاف إلى شعوبيته.

* ثورة أهل الكوفة على المختار:

[١٦٥]- (قالوا: فدنت العرب، بعضها إلى بعض، وقالوا: هذا كذاب، يزعم أنه يوالي بني هاشم، وإنما هو طالب دنيا.

فاجتمعت القبائل على محاربته، وصاروا في ثلاثة أمكنة، وولوا أمرهم رفاعة بن سوار (١)، فاجتمعت كندة، والأزد، وبجيلة، والنخع، وخثعم، وقيس، وتيم الرباب في جبانة مراد (٢)، واجتمعت ربيعة وتميم، فصاروا في جبانة الحشاشين (٣).

وأرسل المختار إلى همدان وكانوا خاصته واجتمع إليه أبناء العجم.

فقال لهم: ألا ترون ما يصنع هؤلاء؟ قالوا: بلى.

قال: فإنهم لم يفعلوا ذلك إلا لتقديمي إياكم، فكونوا أحرارًا كرامًا.

فحرضهم بذلك، وأخرجهم إلى ظهر الكوفة، فأحصاهم، فبلغوا أربعين ألف رجل.

وإن شمر بن ذي الجوشن، وعمر بن سعد، ومحمد بن الأشعث، وأخاه


(١) لم أقف على ترجمة له.
(٢) جبانة مراد: موضع بالكوفة. اليعقوبي: البلدان ١٤٩.
(٣) لم أقف على تعريف لها.

<<  <   >  >>