للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى قارب الكوفة.

وبلغ المختار مقتل أصحابه، فنادى في بقية من كان معه من جنوده، فقواهم بالأموال والسلاح، وسار بهم من الكوفة مستقبلًا لمصعب بن الزبير، فالتقوا بنهر البصريين، فاقتتلوا، فقتل من أصحاب المختار مقتلة عظيمة، وقتل محمد بن الأشعث، وقتل عمر بن علي بن أبي طالب (١) -رضي الله عنه-، وذلك أنه قدم من الحجاز على المختار، فقال له المختار: هل معك كتاب محمد ابن الحنفية؟ فقال عمر: لا، ما معي كتابه.

فقال له: انطلق حيث شئت فلا خير لك عندي.

فخرج من عنده، وسار إلى مصعب، فاستقبله في بعض الطريق، فوصله بمائة ألف درهم، وأقبل مع مصعب حتى حضر الوقعة، فقتل فيمن قتل من الناس (٢).

وانهزم المختار حتى دخل الكوفة، وتبعه مصعب، فدخل في أثره، وتحصن المختار في قصر الإمارة، فأقبل مصعب حتى أناخ عليه، وحاصره أربعين يومًا. ثم إن المختار قلق بالحصار قلقًا عظيمًا، فقال للسائب بن مالك


(١) وسمي بذلك لأن نصارى نجران سكنوه لما أجلاهم عمر -رضي الله عنه-. القطيعي: مراصد الاطلاع ٣/ ١٣٦٠.
() عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي، ولد في خلافة عمر -رضي الله عنه- فوهبه علي -رضي الله عنه- لعمر -رضي الله عنه- فسماه عمر، يذكر أنه قتل أيام المختار، وعلق الذهبي على هذا الخبر، فقال: فلعله أخوه وسَمِيه، وإنما المعروف أن الذي قتل مع مصعب عبيد الله بن علي. الذهبي: تاريخ الإسلام ٦/ ١٦٣. ومما يؤكد قول الذهبي أن عبيد الله قتل في هذا الموضع ما ذكره ابن سعد في الطبقات ٥/ ١١٧، وابن قتيبة في المعارف ٤٠١، والطبري: التاريخ ٦/ ١٠٤.
وذكر البلاذري في الأنساب ٦/ ٤٣٩ أنه لما قتل عبيد الله بن علي بن أبي طالب قال مصعب للمهلب: يا أبا سعيد، أعلمت أنهم قتلوا عبيد الله بن علي، وهم يعرفونه ويزعمون أنهم شيعة أبيه.
(٢) ذكر نحوًا من قصة عبيد الله بن علي بن أبي طالب. ابن سعد في الطبقات ٥/ ١١٧.

<<  <   >  >>