للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأشعري (١)، وكان من خاصته: أيها الشيخ، أخرج بنا نقاتل على أحسابنا لا على الدين. فاسترجع السائب، وقال: يا أبا إسحاق، لقد ظن الناس أن قيامك بهذا الأمر دينونة.

فقال المختار: لا، لعمري ما كان إلا لطلب دنيا، فإني رأيت عبد الملك ابن مروان قد غلب على الشام، وعبد الله بن الزبير على الحجاز، ومصعبًا على البصرة، ونجدة الحروري على العروض، وعبد الله بن خازم (٢) على خراسان، ولست بدون واحد منهم، ولكن ما كنت أقدر على ما أردت إلا بالدعاء إلى الطلب بثأر الحسين.

ثم قال: يا غلام، عليّ بفرسي ولامتي، فأُتي بدرعه، فتدرعها، وركب فرسه، ثم قال: قبَّح الله العيشَ بعد ما أرى، يا بواب، افتح، ففتح له الباب.

وخرج ومعه حماة أصحابه، فقاتل القوم قتالًا شديدًا، وانهزم أصحابه، ومضى هو نحو القصر، وهو في حامية أصحابه، فدخل القصر من أصحابه ستة آلاف رجل، وبقي مع المختار نحو من ثلاثمائة رجل، فأخذ أصحاب مصعب عليه باب القصر، فلجأ المختار فيمن معه إلى حائط القصر، وأقبل يَذَّمَّر أصحابه، ويحمل، فلم يزل يقاتل حتى قتل أكثر من كان معه.


(١) السائب بن مالك الأشعري، أحد الكبار من أصحاب المختار ومن الذين سعوا لبيعته، وكان المختار يستخلفه على الكوفة إذا خرج منها، وقد قتل معه. البلاذري: الأنساب ٦/ ٤٤٠، الطبري: التاريخ ٦/ ٩، ١١٠.
(٢) عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت السلمي، أبو صالح، أمير خراسان، اختلف في صحبته، وقال ابن حجر: وفي ثبوت ذلك نظر، كان من أشجع الناس ولي خراسان، من قبل عبد الله بن عامر زمن عثمان -رضي الله عنه-، ولما وقعت الفتنة بين عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وعبد الملك، كتب ابن خازم إلى ابن الزبير فأقره على خراسان، ثم بعث إليه عبد الملك فأبى عليه، ثم ثار عليه ابن الدورقية وقتله. ابن حجر: الإصابة ٤/ ٦١. قلت: ولم يذكره بهذا الموضع من كلام المختار البلاذري في الأنساب ٦/ ٤٤٠، والطبري في التاريخ ٦/ ١٠٧، وهو كما سبق تابع لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>