للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكمك، فنزلوا عند ما بلغ إليهم الجوع، فضرب أعناقهم كلها، وكانوا ستة آلاف: ألفين من العرب، وأربعة آلاف من العجم) (١).

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٢) والبلاذري (٣) والطبري (٤) مطولًا.

• نقد النص:

تذكر هذه الرواية قتل من تبقى من جند المختار على يد مصعب، وهذه من الشبه المثارة عليه، ولم أقف على خبر صحيح يثبت وقوع الحادثة بهذا العدد.

وقد اختلفت الروايات في عدد المحاصرين من جند المختار، الذين قتلهم مصعب بن الزبير، ويستبعد أن يكون العدد كما ذكره صاحب الكتاب ستة آلاف أو خمسة آلاف كما ذكر غيره (٥)؛ لأن هذا العدد لو كان مع المختار لم يضطر إلى اللجوء إلى القصر فبإمكانه أن يعيد ترتيبهم ويقاتل بهم؛ ولكن الذي ورد عنه أنه نزل من القصر، وقاتل قتال الذي يئس من النصر، وقصده بذلك عدم النزول على حكم مصعب ومن معه؛ لأنه يعرف أن مصيره القتل.

قال الإسفراييني: (ثمّ وقعت الهزيمة على المختار وأصحابه، فانهزموا إلى دار الإمامة بالكوفة، وتحصن فيها مع أربعمائة من أتباعه، وحاصرهم مصعب فيها ثلاثة أيام حتّى فني طعامهم، ثمّ خرجوا إليه في اليوم الرّابع


(١) الأخبار الطوال ٣٠٩.
(٢) الطبقات ٢/ ٨٤ (ت د. محمد السلمي) بإسناد جمعي وقال: (فيه ضعفاء ومن لا يعرف).
(٣) الأنساب ٦/ ٤٤٢.
(٤) التاريخ ٦/ ١١٦ من طريق أبي مخنف.
(٥) ذكر البلاذري في الأنساب ٦/ ٤٤٢، والطبري ٦/ ١١٦ أنهم ستة آلاف، وبرواية أخرى أنهم ثمانية آلاف.

<<  <   >  >>