للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جندب (١)، وعمرة بنت النعمان بن بشير (٢)، فدعاهما إلى البراءة من المختار، فأما أم ثابت فإنها تبرأت منه، وأبتْ عمرة أن تتبرأ منه، فأمر بها مصعب، فأخرجت إلى الجبانة، فضُرِبَ عنقها، فقال بعض الشعراء (٣) في ذلك:

إن من أعجب العجائب عندي … قتل بيضاء حرة عطبول

قتلوها بغير ذنب سفاها … إن لله درها من قتيل

كتب القتل والقتال علينا … وعلى المحصنات جر الذيول

وقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت (٤) في ذلك:

ألم تعجب الأقوام من قتل حرة … من المخلصات الدين محمودة الأدب؟

من الغافلات المؤمنات بريئة … من الزور والبهتان والشك والريب (٥)

علينا كتاب الله في القتل واجب … وهن الضعاف في الحجال وفي الحجب


(١) أم ثابت بنت سمرة بن جندب لم أقف على ترجمة لها.
(٢) عمرة بنت النعمان بن بشير، امرأة شاعرة سكنت دمشق، ذكر أن الحارث بن خالد بن العاص خطبها حين قدم دمشق فقالت: كهول دمشق وشبانها .. أحب إلينا من الجالية، لهم زفر كصنان التيوس … أعيا على المسك والغالية، فقال يجيبها: ساكنات العقيق أشهى إلى النفس … من الساكنات دور دمشق، يتضوعن إن تطيبن بالمسك … صنانًا كأنه ريح مرق، ثم ذكر ابن عساكر أن هذه الأبيات لأختها حميدة، وأن المختار تزوجها وقتلها مصعب بعد أن شهدت للمختار عند المصعب بأنه عبد صالح، وذكر ذلك بإسناده عن صالح بن وجيه وعن أبي مخنف الذي ذكره الطبري، الزبيري: في نسب قريش ٣١٣، والفاكهي: في أخبار مكة ٤/ ١٩٣، وابن عساكر: في تاريخ دمشق ٦٩/ ٢٩٤.
(٣) عند البلاذري: الأنساب ٦/ ٤٤٣، والمبرد: الكامل في اللغة ٣/ ١٨٠، والطبري ٦/ ٤٤٣ أنه عمر بن أبي ربيعة القرشي، وسمى البلاذري والطبري أيضًا رجلًا آخر وهو عبد الله بن الزبير الأسدي.
(٤) سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري، شاعر ابن شاعر ابن شاعر، ذكره يحيى بن معين في تابعي أهل المدينة ومحدثيهم. الصفدي في الوفيات ١٥/ ١٤٦.
(٥) ذكر البلاذري: الأنساب ٦/ ٤٤٤ هذين البيتين في سياقه للقصة، وقال: إنها للأحوص أو غيره.

<<  <   >  >>