للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أطرافك، وتستجيش جنودك، وتضم إليك قواصيك، وتسير إليه، وتلف الخيل بالخيل، والرجال بالرجال، والنصر من عند الله.

فقال القوم: هذا الرأي، فاعمل به، فإن بنا قوة ونهوضًا.

فوجه رسله إلى كور الشام ليجتمع إليه، فاجتمع له جميع أجناد الشام، ثم سار وقد احتشد، ولم ينزل.

وبلغ مصعب بن الزبير خروجه، فضم إليه أطرافه، وجمع إليه قواصيه، واستعد، ثم خرج لمحاربته، فتوافى العسكران بدير الحانات (١)، فقال عدي بن زيد بن عدي (٢)، وكان مع عبد الملك:

لعمري لقد أصحرت خيلنا … بأكناف دجلة للمصعب

يجرون كل طويل الكعوب … معتدل النصل والثعلب

بكل فتى واضح وجهه … كريم الضرائب والمنصب (٣)

ولما نظر أصحاب مصعب إلى كثرة جموع عبد الملك تواكلوا، وشملهم الرعب، فقال مصعب لعروة بن المغيرة (٤)، وهو يسايره: ادنُ يا عروة أكلمك، فدنا منه، فقال: أخبرني عن الحسين، كيف صنع حين نزل به الأمر؟.


(١) لم أقف على تعريف له.
(٢) عدي بن بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع العاملي، المعروف بابن الرقاع، كان أبرصًا، مدح الوليد بن عبد الملك، وهاجى جرير، فهم به جرير فنهاه الوليد، وهو في هذه القصيدة يمدح عبد الملك ويهجو مصعبًا. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٤٠/ ١٢٦، الذهبي: تاريخ الإسلام
٧/ ١٦٣.
(٣) ذكر نحو هذا البلاذري: الأنساب ٧/ ٩٦، والطبري: التاريخ ٦/ ١٥١.
(٤) عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، أبو يعفور، روى عن أبيه المغيرة -رضي الله عنه-، في الطبقة الثانية من
تابعي الكوفة، قال الشعبي: كان أميرًا على الكوفة، وكان خير أهل بيته. ابن سعد: الطبقات
٦/ ٢٦٩.

<<  <   >  >>