للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عروة: فجعلت أحدثه بحديث الحسين، وما عرض عليه ابن زياد من النزول على حكمه، فأبى ذلك، وصبر للموت، فضرب مصعب معرفة دابته بالسوط، ثم قال:

فإن الألى بألطف من آل هاشم … تأسوا فسنوا للكرام التأسيا (١)

وإن عبد الملك كتب إلى رؤساء أصحاب مصعب يستميلهم إليه، ويعرض عليهم الدخول في طاعته، ويبذل لهم على ذلك الأموال، وكتب إلى إبراهيم بن الأشتر فيمن كتب، فأقبل إبراهيم بالكتاب مختومًا فناوله مصعبًا، وقال: أيها الأمير، هذا كتاب الفاسق عبد الملك بن مروان، قال له مصعب: فهلا قرأته، قال: ما كنت لأفضه، ولا أقرأه إلا بعد قراءتك له، ففضه مصعب، وإذا فيه:

(بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى إبراهيم بن الأشتر، أما بعد، فإني أعلم أن تركك الدخول في طاعتي ليس إلا عن معتبة، فلك الفرات وما سقى، فأنجز إليّ فيمن أطاعك من قومك، والسلام).

فقال مصعب: فما يمنعك يا ابن النعمان؟

قال: لو جُعِلَ لي ما بين المشرق إلى المغرب ما أعنت بني أمية على ولد صفية (٢). فقال مصعب: جزيت خيرًا أبا النعمان.


(١) ذكر ابن سعد في الطبقات (ت د. محمد السلمي) ٢/ ٨٩، البلاذري في الأنساب ٧/ ٩٩ أن هذا البيت لسليمان بن قتة.
(٢) صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، عمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخت حمزة بن عبد المطلب، خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبير، أسلمت وهاجرت مع ولدها الزبير إلى المدينة، وعاشت إلى خلافة عمر -رضي الله عنه-. ابن حجر: الإصابة ٨/ ٢١٨.

<<  <   >  >>