للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحكم، حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمة عليه، وقامت البيعة له في الآفاق وانتظم له الأمر واللّه أعلم) (١).

فامتناع مروان بن الحكم عن بيعة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وقيامه بأمر الشام جعل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يمتنع عن بيعتهما ومعه -رضي الله عنه- محمد ابن الحنفية، ومات ابن عباس قبله، ولم يبايع له، وكذلك امتنع عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ولم يبايع له، ولا لعبد الملك بن مروان إلا بعد قضاء الحجاج على عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-.

فقد أخرج البخاري في صحيحة عن عبد الله بن دينارٍ (٢)، قال: (شهدت ابن عمر حيث اجتمع النّاس على عبد الملك، قال: (كتب إنّي أقرّ بالسّمع، والطّاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنّة اللّه وسنّة رسوله ما استطعت، وإنّ بنيّ قد أقرّوا بمثل ذلك) (٣).

الشبهة الثالثة: وهي أنه كان يعاب عليه بالبخل.

وهي من المواد التي لاقت رواجًا من بعض أهل الأخبار، فقد ألمح لها صاحب الكتاب في ذكره لرأس المختار حينما أوتي به إلى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- فقال لمن أتى به: خذ الرأس هدية لك، وقد ذكرنا أن هذا الخبر لم يصح منه شيء. ويؤيد ما ذكرناه القاضي عياض في شرحه للحديث السابق فقد قال: (وقوله فيه: «وصولًا للرحم»: أصح من قول من بخله ونسبه لذلك من أصحاب الأخبار، لإمساكه مال الله عمن لا يستحق، وقد عده صاحب كتاب الأجواد


(١) البداية ٨/ ٣٧٤.
(٢) عبد الله بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني، مولى عبد الله بن عمر، ثقة، من الرابعة، مات سنة ١٢٦ هـ. ابن حجر: التقريب ٣٠٢.
(٣) الصحيح ٩/ ٧٧.

<<  <   >  >>