للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نتائج الحملة وأسباب تمرد ابن الأشعث ومن معه على الحجاج:

١ - لم تكن نتائج الحملة بمعزل عن أسباب الخروج على الحجاج وخلعه، فقد اعتذر رتبيل لابن الأشعث عما أصاب المسلمين من قبل على يدي جنوده وسأله الموادعة، ولكنه رفض وأصرَّ على محاربته، فسار في أرضه وضم إليه ما ترك له رتبيل من الحصون والقلاع وجعل عليها عاملًا من قبله، وحوى كثيرًا من الغنائم، ثم توقف معللًا ذلك بأن المسلمين يجب أن يتعرفوا على الأرض بعد المكوث بها عامًا من الزمن، ثم يعاودوا المسير إليهم ويؤخرون ما قدر لهم، ثم يستمرون على ذلك الأعوام القادمة حتى يقضوا عليهم، وكتب إلى الحجاج بذلك (١).

فكتب الحجاج لابن الأشعث كتابًا يسَفِّه رأيه ويضعفه في عدم التوغل، وهو يريد الأخذ بثأر المسلمين الذين قتلهم رتبيل من قبل، فأمره بالتقدم لحربهم وقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم، وهدده بعزله وتولية أخيه بدلًا منه، فقام ابن الأشعث بالناس خطيبًا وبيَّن خطر التوغل، وأنه اختار هذا الرأي بعد مشورة أصحاب الرأي ممن كان معه، وبين لهم رأي الحجاج في التوغل، وحذرهم من مغبة ذلك لكي لا يصيبهم ما أصاب إخوانهم من قبل، فوافقه الناس على ذلك، ثم خلعوا الحجاج وبايعوا له (٢).

ونجد في هذا الخبر سببًا واقعيًّا لقيام ابن الأشعث ومن معه بالخروج، وليس كما عرض صاحب الكتاب من ذكر كلام الحجاج عن ابن الأشعث ورأيه فيه، والذي جعله سببًا في انتقام ابن الأشعث.


(١) البلاذري: الأنساب ٧/ ٣١٠، الطبري: التاريخ ٦/ ٣٢٨.
(٢) البلاذري: ٧/ ٣١٢، الطبري: ٦/ ٣٣٤.

<<  <   >  >>