للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

برجليه وشخص بصره، وجعل الحجاج ينظر إليه حتى قضى، فحمل في النِّطْع.

فقال الحجاج: لله درك يا ابن القرية، أي أدب فقدنا منك، وأي كلام رصين سمعنا منك) (١).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٢) والطبري (٣) مختصرًا، وفي خبره أنه استأذن الحجاج أن يكلمه فلم يأذن له وقتله، فندم على ذلك.

• نقد النص:

نجد أن صاحب الكتاب ذكر قصة ابن القرية مع الحجاج وأنه قد خلعه بعدما أقنعه ابن الأشعث بذلك وبين له سوء الحجاج، وأنه سحره بلسان، وهذا سبب لا يحتمل قبوله؛ لأن ابن القرية ينعم بقرب الحجاج ولن يسمع فيه أحد، وهو ممن لا يخفى عليه القول لِمَا يتمتع به من البلاغة والفصاحة.

وقد روي سببًا آخر أقرب مما سبق وهو أنه أجبر على خلعه، بعدما هدده ابن الأشعث بالقتل إن لم يفعل (٤).

ثم إن صاحب الكتاب ختم الرواية بوصف دقيق لصفة القتل، لا أجد من تابعه عليه، ولعله زادها نكاية بالحجاج.

ومن ذلك أيضًا هذه الرواية التالية.

* أنس بن مالك -رضي الله عنه- مع الحجاج:

[١٩٤]- (ودخل بعد ذلك أنس بن مالك. فقال له الحجاج: هيه يا أنس، يومًا مع المختار، ويوما مع ابن الأشعث، جوَّال في الفتن، والله لقد هممت


(١) الأخبار الطوال من صفحة ٣٢٠ إلى صفحة ٣٢٣.
(٢) الأنساب ٧/ ٣٨٦.
(٣) التاريخ ٦/ ٣٨٥.
(٤) الطرابلسي: المجموع اللفيف ٤٥.

<<  <   >  >>