للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مختصرًا، والطبري (١) مطولًا، والآجري مختصرًا (٢).

* موقف العلماء وعامة الناس من هذا الحدث:

قد تعاظم العلماء وعامة الناس هذا الحدث، وكان العلماء يرون أن تركها أولى لكي يعتبر الناس ويقتدوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وحجراته، ويزهدوا عن عمارة الدنيا (٣).

فقد روي عن سعيد بن المسيب أنه قال: (واللّه لوددت أنّهم تركوها على حالها ينشأ ناشئٌ من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول اللّه في حياته فيكون ذلك ممّا يزهد النّاس في التّكاثر والتّفاخر فيها يعني الدّنيا) (٤).

وما أخرجه الآجري بسنده عن رجاء بن حيوة (٥) قال: (كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه أنِ اكْسر مسجد النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- وحجراته، وقد كان اشتراها من أهلها وأرغبهم في ثمنها، وكان الوليد هو الّذي بنى مسجد النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ومسجد مكّة ومسجد دمشق ومسجد مصر، وأن تبني مسجد النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فجاء عمر بن عبد العزيز حتّى قعد في ناحية المسجد وقعدت


(١) التاريخ ٦/ ٤٣٥.
(٢) الشريعة ٥/ ٢٣٩٠.
(٣) ابن كثير: البداية والنهاية ٦/ ٨٩.
(٤) ابن سعد: الطبقات ٨/ ١٦٧.
(٥) رجاء بن حيوة بن جرول، وقيل: ابن جندل الإمام القدوة والوزير العادل، الفلسطيني وقيل: الكندي، قال ابن سعد: كان ثقة عالمًا كثير العلم، وقال الذهبي: كان قريب المنزلة من سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وأجرى الله على يديه خيرًا كثيرًا، ثم أُخِّر بعد ذلك فأقبل على شأنه، مات سنة ١١٢ هـ. ابن سعد: الطبقات ٧/ ٤٥٤. الذهبي: السير ٤/ ٥٥٧. المزي: تهذيب الكمال ٩/ ١٥١.

<<  <   >  >>