للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: (وقد كان قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة أبو حفصٍ الباهليّ، من سادات الأمراء وخيارهم، وكان من القادة النّجباء الكبراء، والشّجعان وذوي الحروب والفتوحات السّعيدة، والآراء الحميدة، وقد هدى اللّه على يديه خلقًا لا يحصيهم إلّا اللّه، فأسلموا ودانوا للّه عزّ وجلّ، وفتح من البلاد والأقاليم الكبار والمدن العظام شيئًا كثيرًا كما تقدّم ذلك مفصّلًا مبيّنًا، واللّه سبحانه لا يضيع سعيه ولا يخيّب تعبه وجهاده.

ولكن زلّ زلّةً كان فيها حتفه، وفعل فعلةً رغم فيها أنفه، وخلع الطّاعة فبادرت المنية إليه، وفارق الجماعة فمات ميتةً جاهليّةً (١)، لكن سبق له من الأعمال الصّالحة ما قد يكفّر الله به سيئاته، ويضاعف به حسناته، واللّه يسامحه ويعفو عنه، ويتقبّل منه ما كان يكابده من مناجزة الأعداء، وكانت وفاته بفرغانه من أقصى بلاد خراسان، في ذي الحجّة من هذه السّنة، وله من العمر ثمانٍ وأربعون سنة) (٢).

* ولاية خراسان بعد قتيبة بن مسلم:

[٢٠٠]- (فاستعمل الوليد بن عبد الملك عليها الجراح بن عبد الله الحكمي (٣) (٤).


(١) وقد وصفه ابن كثير رحمه الله بهذه الميتة لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من خرج من طاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتةً جاهليةً .. ) الحديث. البخاري: الصحيح ٢/ ١٤٧٦ برقم ١٨٤٨.
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية ٩/ ١٩٠.
(٣) الجراح بن عبد الله الحكمي، أبو عقبة، كان بطلًا شجاعًا مهيبًا عابدًا قارئًا كبير القدر، ولي البصرة للحجاج، ثم ولي خراسان وسجستان لعمر بن عبد العزيز، وفي سنة اثنتي عشر ومائة غزا الترك فقُتِل هو وأصحابه، وكان قتله بلاء على المسلمين. الذهبي: السير ٥/ ١٩٠.
(٤) الأخبار الطوال ٣٢٨.

<<  <   >  >>