حسان الكناني (١)، قال: لما مرض سليمان بن عبد الملك المرض الّذي توفّي فيه، وكان مرضه بدابق، ومعه رجاء بن حيوة، فقال لرجاء بن حيوة: يا رجاء، من لهذا الأمر من بعدي؟ أستخلف ابني؟ قال: ابنك غائب، قال: فالآخر؟ قال: ذاك صغير، قال: فمن ترى؟ قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز. قال: أتخوّف بني عبد الملك، ألَّا يرضوا، قال: فولِّ عمر بن عبد العزيز ومن بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتابًا وتختم عليه وتدعوهم إلى بيعته مختومًا عليها، قال: لقد رأيت. إيتني بقرطاس، قال: فدعا … بقرطاسٍ فكتب فيه العهد لعمر بن عبد العزيز ومن بعده يزيد بن عبد الملك ثمّ ختمه ودفعه إلى رجاء، قال: اخرج إلى النّاس، فمُرْهُم فليبايعوا على ما في هذا الكتاب مختومًا …
قال رجاء: وثقل سليمان، وحجب النّاس عنه حتّى مات، فلمّا مات أجلسته وأسندته وهيأته وخرجت إلى النّاس فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين؟ فقلت: إن أمير المؤمنين قد أصبح ساكنًا، وقد أحب أن تسلموا عليه وتبايعوا على ما في هذا الكتاب، والكتاب بين يديه، قال: فأذنت للنّاس فدخلوا وأنا قائم عنده، فلمّا دنوا قلت: إن أميركم يأمركم بالوقوف. ثمّ أخذت الكتاب من عنده، ثمّ تقدّمت إليهم فقلت: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا على ما في الكتاب أجمعين، وفرغت من بيعتهم. قلت لهم: آجركم الله في أمير المؤمنين قالوا: فمن؟ فافتح الكتاب، فإذا فيه العهد لعمر بن عبد العزيز، فلمّا نظرت بنو عبد الملك تغيّرت وجوههم، فلمّا قرءوا من بعده يزيد بن عبد الملك كأنّهم تراجعوا، فقالوا: أين عمر بن عبد العزيز؟ فطلبوه فلم يوجد في القوم، قال: فنظروا فإذا هو في مؤخر المسجد، قال: فأتوه فسلموا عليه بالخلافة، فعقر فلم
(١) عبد الرحمن بن حسان الكناني، لا بأس به من السابعة. ابن حجر: التقريب ٣٣٩.